لافروف من القاهرة: شراكة روسية–مصرية متنامية وتوافق سياسي إزاء قضايا الإقليم

القاهرة – 19 من ديسمبر/كانون الأول 2025
متابعة أوبرا مصر
أكد وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف متانة العلاقات الروسية–المصرية، وحرص الجانبين على توسيع آفاق التعاون الثنائي والإقليمي، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في القاهرة عقب مباحثاته مع وزير الخارجية والهجرة د. بدر عبد العاطي.

وأعرب لافروف عن تقدير بلاده الكبير لاستعداد مصر لاستضافة المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية–الإفريقية، مشيرًا إلى أن المباحثات تناولت كذلك سبل تطوير العلاقات بين روسيا وجامعة الدول العربية، التي تتخذ من القاهرة مقرًا لها، مع إيلاء اهتمام خاص للأجندة الثنائية.

وأوضح أن موسكو والقاهرة تتقاسمان التزامًا مشتركًا بمواصلة تعزيز علاقاتهما الودية متعددة الأبعاد، بما يتسق مع معاهدة الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي الموقعة عام 2018، لافتًا إلى الزخم الملحوظ في وتيرة الحوار السياسي بين البلدين، والذي أرساه قائدا الدولتين.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى موسكو في التاسع من مايو الماضي، للمشاركة في الفعاليات الخالدة للذكرى الثمانين للانتصار في الحرب الوطنية العظمى، موضحًا أن هذه الزيارة شهدت مباحثات جوهرية على أعلى مستوى، أعقبها تأكيد مشترك على مواصلة وزارتي الخارجية العمل النشط لتنفيذ ما تم التوصل إليه من اتفاقات.

وفي الشأن الاقتصادي، أعلن لافروف عزم بلاده توسيع التعاون التجاري مع مصر، مؤكدًا أن حجم التبادل التجاري واصل نموه المطّرد، متجاوزًا بنهاية عام 2024 حاجز 9.3 مليارات دولار، بزيادة قدرها 31% مقارنة بعام 2023، فيما سجل نموًا إضافيًا بنسبة 12% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025.
كما لفت إلى تنفيذ مشروعات بنية تحتية مشتركة واسعة النطاق، وفي مقدمتها مشروع إنشاء أول محطة نووية مصرية في الضبعة، الذي وصفه بأنه بات رمزًا راسخًا لقوة العلاقات بين البلدين في العصر الحديث، مؤكدًا أن العمل بالمشروع يسير وفق الجدول الزمني المقرر.
وفي المجال التعليمي، أشار لافروف إلى استمرار التحاق المواطنين المصريين بمؤسسات التعليم العالي الروسية، مؤكدًا استعداد بلاده لزيادة عدد المنح الدراسية الحكومية بما يتوافق مع تطلعات الجانب المصري. وعلى الصعيد السياحي، أوضح أن مصر تظل من الوجهات الخارجية المفضلة للسياح الروس، حيث استقبلت خلال عام 2024 نحو 1.5 مليون سائح روسي.
وأكد الجانبان، بحسب لافروف، الاتفاق على تكثيف التنسيق في مجال السياسة الخارجية، لا سيما في إطار الأمم المتحدة والمنصات الدولية الأخرى، بما في ذلك منتديات روسيا–إفريقيا وصيغة التعاون بين روسيا وجامعة الدول العربية.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، قال وزير الخارجية الروسي إن المباحثات أولت اهتمامًا خاصًا لتطورات الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، حيث أكد الطرفان ضرورة التوصل إلى وقف مبكر ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة دون خروقات، واستئناف عملية السلام وفق قرارات الأمم المتحدة، بما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة على أراضي قطاع غزة والضفة الغربية.
كما تناولت المباحثات الأوضاع في سوريا، مع التشديد على أهمية تحقيق استقرار مستدام، واحترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها. وبشأن الملف النووي الإيراني، ثمّن لافروف الدور المصري في تسهيل استئناف التواصل بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد انقطاعه على خلفية استهداف منشآت نووية إيرانية خاضعة لرقابة الوكالة.
واختتم لافروف تصريحاته بالإعراب عن تقدير بلاده للموقف المصري «الموضوعي والمتوازن» إزاء الأزمة الأوكرانية، مؤكدًا أن القاهرة تدرك أن التسوية السياسية والدبلوماسية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال معالجة الأسباب الجذرية للصراع.





