ساحة الإبداع

د. محمد سعيد شحاتة يكتب آه يا قلبي لو تعلم

آه يا قلبي لو تعلم
أني الساكن في الكلمات شظايا
أني العابر بين ضفاف مآقيها
أبحث عن بعض بقايا
كانت يوما قلبا
ينسج من أشلاء الشمس سراجا
ويلملم من طرقات العشاق حنايا
ويجوس خلال ملامحها
يرصد أورادًا منهكة الروح
معتَّقةً بحنينٍ موَّارٍ
وقصائد حالمة
كانت لطيوف الحلم مطايا
*
آه يا قلبي لو تعلم
أن سراديب العشق
وأروقة العشاق
وأودية الغربة
والألحان المغروسة بين ضفاف الوحدة
تحفظ وجهي
وشعاب الشعر الملتاع
وأقبية الناجين من البركان
ومقصلة الحبّ
وأطياف زوايا المقهورين
وخنجر من نسجوا الوهم طريقا
من كانوا للسارين سرابا
ولأوهام العشق بريقا
*
آه يا قلبي لو تعلم
أن الأضلاع تضاريس تقصّ حكايا لأفاعي الحب
خرائط تروي بعض متاهات القلب
وحلمًا يتأبّى
وحبيبًا حين أراوده يأبى
وبقايا لشظايا
ساكنة بين الأوردة الملأى بحنين لضفاف
تحتضن النهر العذبا
*
آه يا قلبي لو تعلم
أن عيونا سوداء
وأهدابا كخناجر قاتلة
أحلم أن ألقاها
حين أراودها تهرب
بين الألفاظ المسكونة بالأخيلة الجامحة السكرى
وتراوغ كالفارس بالسيف المصقول
وبالسهم الطائش
والرمح
ونظرتها الحيرى
*
آه يا قلبي لو تعلم
أن عيونا سوداء
وأهدابا كخناجر لو ترضى
ستصير فيافي القلب حدائق
وتصير الصحراء رياضا
والأشواك زنابق
*
تعلم يا قلبي
أن المرأة لا تنسى مَنْ فكَّ طلاسم بهجتها
أو أرخى بعض ضفائر رونقها
فوق أريكة شعر مسكون بالعشق
وأخيلة العشَّاقِ
تدثَّر بالورد
وجاس خلال ملامحها
فانتفض المارد من بؤبؤ عينيها
كي يروي قصة حبٍّ يونانية
لكني يا قلبُ أراود عينيْ محبوبٍ
مسكونٍ بجنون الدم يروي أرصفة الروح الحيرى
حين أراوده يأبى
حين أحاصره ينفر كالغزلان تسلِّم أرجلها للريح
وترسل أسهم أعينها
فتصيب القلب المسكون بأوجاع الغربة
من ينقذ هذا المسكين من السكِّينِ المرصود؟!
أو يغلق للغزلان الدربا
فتؤوب محمَّلة بحنين
يُنبتُ في الوديان العشبا؟!
*
آه يا قلبي لو تعلم
تلك الجدران تقصُّ حكايا الأصحاب
وهم يبتسمون لأوهام ظنُّوها الحبَّا
أرخوا أستار القلب المسكون بأسطورة أفروديت
وأشعار المجنون يجوب الصحراء
يفتِّش عن حلم
ويصادق ذئبا
*
آه يا قلبي لو تعلم
أني المسكون بأوجاع الغربة
أحمل أوهام حبيب غادر منذ سنين
أَسْلَمَ عينيه للريح تذرِّيها بين الوديان
وسلَّم قلبي للسكين
من يغلق للغزلان الدربا
فتعود محمَّلة بحنينٍ
يُنْبِتُ في الوديان العشبا
أم صارت ذكرى تقتاتُ تفاصيلَ الروح
وتفتح للأيام وللألحان الجُبّا
من ينقذ هذا المسكين من السكِّين؟!
آهٍ يا قلبي لو تعلم
آهٍ يا قلبي لو تعلم
_________________

من ديوان: أن تحب جميلة

ساحة الإبداعأوبرا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى