محمد زينو شومان يكتب ماذا تعلقون في رقبتي؟
ماذا تعلقون في رقبتي؟
أوقفوا حملةَ التحري والاستقصاء
ونبش الضمائر والنيات
والصدور والخدور والأحذية والسطور
إليكم صحيفتي العقارية بما عليها من الأختام والطوابع
والتي تضم نزواتي وذنوبي وندوبي وعيوبي
وأسماء هواجسي وكنيتها وألقابها وأعمارها
إني صريح الاسم والعنوان والخطيئة والشهوة
لست ممنوعاََ من السفر
ولا عضواََ في منظمة سرية أو محظورة
أعمالي الصالحة والطالحة منشورة على جبهتي كالجريدة الرسمية
لم أتهرب من دفع الضرائب عنها
وعن بنات أفكاري وبنينها وأحفادها
لا أخشى الكشفَ عن أملاكي من الشكوك والأشواق ونزغات القلب
وعما يستحق عليّ من سهم اليتامى والمقعدين والمتقاعدين
وذوي الحاجات العقلية والنفسية الخاصة
لا أكتم شيئاََ محرماََ أو مرفوضاََ محلياََ أو دولياََ
صدري كباب المستشفى الدوّار
مشرع للداخل والخارج
لا أزنر صندوقي الأسودَ ولا الأبيضَ
بحقل من الألغام
أو بالأسلاك الشائكة
بيتي متقشف الأثاث كمثل نصي الهزيل
كجائع أفريقي
ما في مستودعي السفلي سوى الهموم التي
تفيض عن قدرة استيعابي
لقد بلغ قلقي من الجبروت ونفوذه الإقليمي
حتى غدا شبه انتداب أو استعمار
ولعل من دأب شجوني أن تولدَ ولادةََ قيصرية
هذه بطاقتي الشخصية تؤكد أنني
لست من فتية الكهف وما مثلي عرف إلى النوم سبيلاََ
فكيف أنام على جنب واحد ثلاثمئة عام
بلا حراك فيزيولوجي أو سياسي؟!
لم أرث من والدي حزاماََ ناسفاََ
لا ألبس تحت ردائي درعاََ واقية
لا أتسلل حافياََ إلى مخدع الطمأنينة كاللص
هأنذا على سطح منزلي
أتربص بالسحب الدانية لاصطياد أسمنها
بصنارة السمك
ألمي أحوله دائماََ بريدياََ إلى داخلي
لئلا يتعدى حدوده وحدودي إلى الآخرين
هذه هي المعادلة الصعبة بل المستحيلة
ما أنا بصاحب شركة لتصدير التباريح والأشجان
كالبصل والباذنجان إلى من لا يهمهم الأمر
لم أزور سنداََ من سندات جرائري
لم أكو بميسم الخيانة على جبيني وجنبيّ ومؤخرتي
ضميري نظيف جداََ كأنه خارج
من مغسل السيارات
لا أحسن الإفلات من فخ أي ورطة
أو الفرار من الباب الخلفي لأي هزيمة
أو فضيحة
لم أطأ يوماََ بمداسي الفلاحي
درجَ المجلس النيابي
ولا بابَ محكمة مدنية أو عسكرية
فلماذا تعلقون في رقبتي مفاسدَ الحكام
في دولتي والمفسدين في العالم؟!
لبنان _ زفتا في 2023/7/14
محمد زينو شومان