أخبار عاجلةأخبار فنية

أغنية الموت .. عمل فني يمتاز بجمال الصورة وبراعة الأداء

كتب صلاح أبو العلا

على خشبة مسرح مركز الجيزة الثقافي مساء الأحد
21 يناير 2024
قُدمت مسرحية أغنية الموت تأليف الكاتب الكبير توفيق الحكيم وإخراج الواعدة زيزي صلاح
ضمن مشاريع الدراسات العليا بمعهد الفنون المسرحية بأكاديمية الفنون .. تحت إشراف دكتور سميرة محسن ..
عمل فني منضبط مدته حوالي 40 دقيقة، جمع بين التكثيف الدرامي وجمال الصورة المسرحية وعمق الحوار ..

“أغنية الموت” عرض مسرحي بروح شعبية تيمته قائمة على الثأر والانتقام، يقتحم المشهد الحياتي في صعيد مصر يجمع بين ريفية الصورة وأخلاق وعادات وتقاليد الصعيد بكل ما يحمله من إرث عتيق وخصوصية حياتية ..

 

مخرجة العمل فنانة شابة متعددة المواهب، موهوبة وجريئة، تقتحم بعملها الفني عالم غريب “الصعيد” بكل ما يحمله من آثام وآلام، بموضوع تقليدي من حيث التناول، لكنه يحمل الجدة والجودة من خلال خصوصية الطرح والرؤية لعمل بطله الحقيقي هو المكان بكل ما يحمله من قضايا فكرية، وعادات عرقية وأحداث دامية وقوانين عرفية، قضية الثأر المعلقة عبر فصول الزمان والمكان ..

أحسنت مخرجة العمل توظيف عناصرها الفنية، من حسن اختيار ممثليها والتدريب على الأداء واللهجة الصعيدية المميزة، واستغلال أدوات التمثيل والعناصر المساعدة المناسبة للحالة الدرامية من موسيقى وغناء وإضاءة ومناظر وأزياء ساهمت جميعاً في نجاحها، وفي بلورة الفكرة والتواصل مع المتلقي، الفن أساسه المتعة لكنه يحمل بطياته القيمة الأخلاقية ..

السينوغرافيا المعبرة ..
تميزت عناصر السينوغرافيا في أغنية الموت في التعبير عن العمل وأظهرت الصورة جيداً وناسبت الحالة الدرامية،
فتنوعت الإضاءة المعبرة من إضاءة طبيعية مصادرها طاقة النور والشباك وفرن العيش، وجسدت جميعها حالة الحزن والغضب والخوف، وكذلك الموسيقى والغناء الشعبي والآلات الشعبية كالناي والدفوف لحالة العمل الفني الدرامية ..
وكذلك الصورة تميزت منذ اللحظة الأولى لتشي بعمل جيد وتنوعت الموتيفات الشعبية للبيت الريفي الصعيدي من خلال عناصر الديكور المختلفة والاكسسوارات والملابس،
فظهرت الجدران البالية وكأنها حزينة منكسرة مثل أصحاب المكان، وناسبت الملابس المكان والحقبة الزمنية وأشخاص الرواية لنجد الملس الصعيدي والجبة والقفطان الأزهري والجلباب الريفي، وانتشرت على خشبة المسرح عناصر الديكور لتبرز البيت البسيط في قرية صغيرة بعيدة عن الحضر والعلم والنور، يسكنها الظلام والفقر والجهل وتسكنه،
فنجد الأثاث دكة متهالكة وكرسي هشة وحطب وفرن وزير وغيرها من الموتيفات الشعبية الريفية ..
أعمال الديكور تحت إشراف دكتور أحمد عبد العزيز ..

برع المؤدون وجميعهم من شباب المعهد ذوي الموهبة الحقة والحضور علياء في دور الأم الثكلى المحرضة على القتل، العنصر الأساسي في العمل، الخالة، والابن المتعلم المفترض أن يأخذ بثأر أبيه، وتوبه ابن العم والخالة الفلاح ذو الظل الخفيف والذي كان يكسر بدوره وتيرة الحزن بفكاهة لفظية مناسبة ..
أغنية الموت عمل مسرحي لليلة واحدة لكنها كانت ممتعة
أتمنى أن يعاد أكثر من مرة ليشاهده الكثير من الجمهور المحب لفن المسرح ..
عدسة:
مدحت صبري
أحمد فرحات

العرض المسرحي
“أغنية الموت”
تمثيل:
علياء هاشم، منة رزق،
يوسف الجبروني، محمد توبه ..
موسيقى: مصطفى خالد
تصميم بوستر: محمد وحيد
تنفيذ ديكور: محمد الإسناوي
ديكور: رحاب يوسف
إضاءة: وليد درويش
مخرج منفذ: عمرو سامي
دراماتورج عز الدين حافظ
تأليف توفيق الحكيم
إخراج: زيزي صلاح

أوبرا مصر – أخبار فنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى