الشعر تاج المرأة
عبارة بها الكثير من المبالغة؛
هذا كان رأيي قبل أن يُنتَزع مني هذا التاج ، طُبِع المشهد في عقلي، كبقعة حبر على ورق بيضاء
كان التاج ضفيرتين، مجدولتين بشرائط الستان الأبيض، استقرتا في هدوء فوق صدري، وغرة تسبح فوق جبيني ، تداعب عيني برقة من حين لآخر لتبرز الغنج والأنوثة.
ضبطتني أمي متلبسة بحب ابن الجيران في مدخل عمارتنا، يده التي رفعت غرتي عن وجهي كانت آخر يد حنونة امتدت إليه، قبضت أمي على الضفيرتين ، صنعت منهما لجام ، جرتني به على السلالم وصولا لشقتنا، لم تفلتني إلا بعد أن جزت الضفرتين بمقصها الذي تبقر به بطون الأسماك.
صوت زمجرة المقص بشعري كان خشنًا وغليظًا ، تمنيت بعده لوهلة أن تتوانى فتترك لي ضفيرتي الثانية، ولكنها أمنيات الأوقات الضائعة.
بكيتهما كثيرا ربما أكثر مما بكيت جدتي، جلست أتأملهما، إنه فراق دون عودة لشريكتي أفراح وأطراح،
وككل محاولاتنا في استرجاع ما نفقده مرغمين _ ولو بأفكار عبثية_ فكرت في لصقه .
توقفت عن البكاء، حين أتى حلاق أبي ، ليبر قسم أمي بحلقه بالموس، بعد الفقد الأول نصبح أكثر تحملا أو ربما لامبالاة.
هذا الألم كان درس أمي الأول، حين تمنحين للحب سلطان على قلبك ، ستفقدين مملكتك ويُنْتَزع تاجك.
الآن فقط فهمته ، بعدما تزوج بأخرى خام لم يسبق لها حب رجل آخر يعرفه.