أخبار عاجلةالرئيسيةدراسات ومقالات

علاء العلاف يكتب لا يمكن الحديث عن الغناء العربي

لا يمكن الحديث عن الغناء العربي دون التوقف عند تجربة أم كلثوم، هذه القامة الفنية التي شكّلت وجدان أجيال متعاقبة،في كل مرة يُذكر فيها اسمها، تحضر أسماء كبار الشعراء والملحنين الذين أسهموا في صياغة هذا المجد الفني، وعلى رأسهم أحمد رامي وبيرم التونسي ومرسي جميل عزيز وبليغ حمدي… تشكّل الأغنية الخالدة “فات الميعاد” من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي أُنْموذجًا لفن لا يُنسى، إذ اجتمعت العاطفة الصّادقة باللّحن المبتكر، أما “هو صحيح الهوى غلّاب”، فهي من روائع بيرم التونسي الذي عبّر بأسلوبه السّاخر والعميق عن حيرة العاشق ودهشة الحب… ويبقى أحمد رامي الرقم الأصعب في هذه المعادلة، فقد كتب ما يزيد عن 150 أغنيةً لأم كلثوم، جمع فيها بين عمق الشعر الفصيح وحرارة العاطفة، فيما قدّم بيرم ما يقارب 30 أغنيةً، ورغم قلّة عددها، كان أثرها الفني لا يُخطئه الذوق العربي، لم يكونوا مجرّد شعراء، بل صُنّاع هوية فنية لا تزال حاضرة في الوجدان العربي حتى اليوم… النسخة الأكثر وجدانية أسلوب عاشق للفن: آه يا زمن الطّرب الأصيل… حين كانت الكلمات تُغنّى لا تُقال، وكان اللّحن يُعاش لا يُسمع فحسب… أبا النور الغالي حضورك جماله من جمال تلك الأيام… من زمن “فات الميعاد” التي كتبها مرسي جميل عزيز ونسجها لحناً بليغ حمدي، حتى صارت نبضاً من مشاعرنا، وصوتاً من ذاكرتنا… أما بيرم التونسي، فله في القلب مقام، كتب: “هو صحيح الهوى غلّاب”، كأنه يسأل على لسان كل عاشق حائر، كلماته تلك لا تزال تدور في دواخلنا كلما تاه الحب أو استيقظ الحنين، ولا ننسى أحمد رامي، رفيق أم كلثوم الأبدي منحها روحه شعرًا ومنحته خلودًا بصوتها، كتب لها ما لا يُعدّ، وكتب بها نفسه، فكان شاعرها وناقدها وعاشقها في آنٍ، هؤلاء لم يصنعوا أغنيات، بل صنعوا ذاكرة… وما أعذب الذكريات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى