بهاء الصالحي يكتب ثلاثية المبدع – المجتمع – الآخر
بقلم الناقد / بهاء الدين الصالحى
اسمح لى ببداية
الادب فعل اجتماعى لان المبدع يطرح رؤيه للعالم وفق علاقات تبادلية داخل النص الذى يمثل ردة فعل تجاه ذلك المخزون القيمى الذى تم املائه عبر نمط التربية الذى عاناه البعض واستمتع به البعض الاخر .
وبالتالى فان كون الادب فعل يقدم نوعاً من الوعى الاجتماعى من حيث كون الادب منظومة قابله للتوليد ومن هنا تصبح اللغه وسيله لإيستيلاد المعنى قيماً جديدة لعدم توافق الموروث مع روح المبدع الشفافه من عدمه ، ومن هنا فاننا فى اجواء قراءة مجموعة اسمح لى ببداية للقاصة / منال الاخرس وذلك فى اطار ثلاثية ( المبدع – الاخر – المجتمع ) مع اعتبار الادوات الفنية التى اتخذتها القاصة فى انها تخاطب مجامعاً نوعياً له ادواته ، ولكن فى اطار الوحده الموضوعية للمجموعة القصصية ، الصدق هنا نابع من وحدة الحالة الانسانيه مع تعدد زوايا الرؤيه مع اعتبار دلالة عنوان المجموعة وذلك من خلال مسح موضوعى للقصصص الوارد خلال المجموعة وبذلك يصبح التواتر مع التنوع مهارة لابد ان يؤتاها القاص لاننا فى النهاية نعالج مستويات للسرد وبالتالى العالاقة تبادلية خلال المجموعه من خلال الانا والانت والمجتمع .
ملامح الانا عبر المجموعة
علاقة الانا عبر المجموعة من خلال استخدام الأنا عبر الهو كصدى للذات وهنا نستطيع الوصول الى عدة احكام عامة مصحوبه بالاستدلال من نماذج القصص الوارده عبر المجموعه ومن هنا الية الجدول حيث وصلت عدد القصص اربعة عشر قصة
اولاً : – الانا
اسم القصة
المعنى الدلالى
المهارات القصصية
اخر رجل فى العالم
الصراع بين عقل الانثى وجسدها كاصداء لرؤية الرجل .
حسم رفض الهبوط والتنازل عن فردوس الاحترام المفقود الذى ندر فى ذلك الوقت
التداخل بين الروح والجسد حيث تحل الروح المعنوية والايحاءات العقلية محل الغرائز المادية
التكثيف اللغوى من خلال اختزال الصور الحواريه الى جمل تقريرية
حركية اللغة المعبرة عن اتجاه يعكس حاله عقلية ونفسيه من خلال عتبة بداية القصة وعتبة النهاية : صعد بها لاعلى ما تتخيل / كيف تهبط من اعلى قمة وصلت اليها .
استخدام الازمنة ما بين المضارع والماضى وقد استخدمت الماضى فيما يخص الاخر المحترم .
الايجاز المصحوب بايقاع اللفظ حيث جاء الايقاع السداسى الموسيقى اللفظ ظلت حيث تمنت .
صك عبودية
1ـ التباين بين الاحساس والعقل وهذا التباين يعبر عن الصراع النفسى الذى يخلق حالة الابداع .
حيث لا يحقق العلاقات الاجتماعية القائمة اى درجة من الاستقرار للروح وبذلك يصبح القلق نوع من اعادة ادراك العالم .
2- الصورة المركبة حيث تتالى المعانى ا لجزئية حيث تتداخل الذوات فى فعل واحد : عندما اكتمل خروجه خروجه الذى استنزفها وبعدما استعادت شيئا من قواها قالت له ربما جاء يوم افتخر فيه بخروجك من عالمى ودوربى
3- تباين المعنى النفسى والدلالى لعلاقة فى وصف العلاقه المقدسة وهنا عكس المعنى من خلال التباين ما بين العنوان وتفاصيل الحدث .
1- الارداف الخلفى على مستوى المعنى من خلال التضارب بين المعنى المراد والمشهور من دلالة معرفيه للفظ من خلال عبارة كم احبك ( لم يدرك ان الجملة ليست صك عبودية ، وما هى الا اعلان خروجه من قلبها ).
2- استخدام تقنية احلام اليقظة فى وصف الحلم الذى يغزوها بالحرية ليكون الحلم بديلا عن قسوة الواقع وهو امر متوافر كميكانزم فنى على مستوى القصة .
3- المحاصرة اللفظية من خلال تعدد مستويات التعبير ما بين عنوان صادم فى مطلق فهمه – وحالة وصفيه وما بينهما حلم يقظة فى الحريه صك عبوديه / لكنها لم تتصرف ، ما زالت تنتظر نهاية تلك اللحظه ومابينهما : ربما جاء يوم يوم افتخر فيه بخروجك من عالمى .
ثانياً :- الهو
اسم القصة
المعنى الدلالى
الادوات القصصية
قاتل برئ
1- القتل من فعل الذات بالذات
2- تداخل قتل النفس مع قتل الآخرون من خلال حميمية العلاقة التى تربط الذات بالآخر.
3- حالة العدميه التى تؤدى لحالة اللامبالاة .
4- سلامة الاخر مرتبطة بسلامة الذات وذلك لتداخل تاثيرات الفعل الانسانى مع القدرية .
1- سيطرة مفهوم الاغتراب عن الذات من خلال العبارات التى تعكس عدم وعيه كانسان باشياء كثيره تحيط به – كانسان كان شارداً فى صوان العزاء – كان مذهولاً لايكاد يفيق من صدمة حتى تاتيه اخرى بلا هواده .
2- استخدام الفعل المضارع بصيغة تساوى المعنى فى حال استخدام الفعل الماضى عجز عن تفسيره / اخذ يصرخ ويبكى .
3- استخدام الية الارداف الخلفى من خلال تناقص المعنى فى العنوان وهو امر يعكس درجة من درجات التعاطف مع ذلك البطل التراجيدى فى القصة .
( قاتل برئ ) وكأنه فى المنطقة الوسطى ما بين الفعل ورد الفعل .
4- تركيز العلاقة فى اتجاه سلبى تجاه الاخرين حيث الفاعل هو
المجمع
الانا
سهام تصيب
1- بساطة العلاقات الانسانية وتعقدها من خلا ل عدة مستويات – سهولة تداول الاخبار الخاصةوهنا خصوصية الحياة الاجتماعية فى مصر .
1- العلاقة التركيبية بين عنوان القصة واسم البطلة وهى آلية يسهل نوع الأستئناس العقلى لدى القارئ واشعاره انه امتلك ناصية النص .
2-الحفاظ على آلية السـرد المباشر لاستيعاب اكثر التفاصيل فى اطار محدودية اللحظة القصصية فى اطار المجموعة .
اسمح لى ببداية
1- تحقق الذات من خلال الاحكام القيمية من خلال رمزية الشمس كمعادل موضوع للنور والحقيقة
2- جدلية تحقيق الذات بالاخر مع نسبيه عملية التصديق التى تعنى الرجوع الى الذات
3- المران الدائم على تحقيق الذات من خلال تطوير مران محاولة التحقق :
تراجعت تأثر بكلامك عدت لادقق فيها النظر يعنى ومن لحظتها ضاع فى البصر جاءنى من ربى برهان
تناوب تطور المفهوم الدلالى للشمس
1- الحقيقة : كان رجائى فقط هو ان تقول نعم انها الشمس
2- احتكار الحقيقة : لماذا انجلت على بها ؟ لماذا كان انكارك
٣–التناوب بين الحوار الداخلى والحوار مع الخارج
1- وظللت تحتها تلظى سعيرها رغم اقرارى من اعماقى انها الشمس ، الم ينحل قوامى .
2- انه انت يالك من كاذب
احكام عامة
العلاقة مع المكان بعد سردى من خلال
اسم القصة
البعد السردى
مركز قـــوة
1- الخوف من طبيعة المكان الطاغية وسوء العلاقات السائده فيه
( اخشى من استمرارى فى المكان ان يتلوث قلبى بالكراهية )
ارهــاب
1- كثافة الشعور بالاغتراب عن المكان المفترض ان يجرى بعداً وجودياً يساعد على راحة البدن وتجسيد بديهيات ثم نقضها مع كمية الخبرة السلبية التى انعكست على الرؤية للعالم .
مثل الحوائط كم تجنى وراءها من الشرور / هناشاهدت بعض الموتى يتحركون / كيف تجسدت الخطوات ذهاباً واياباً .
وحدة الموضوع عبر المجموعة القصصية وهى الانسان المغترب عن ذاته غير المتوافق مع الاخرين ، ولعل وجود الابداع فى المنطقة الرمادية ما بين اليقين والشك ، ويبتدئ ذلك من خلال عناوين المجموعة القصصية ( خارج السيطرة – الحقيقة المرة – قاتل برئ – ضيف ثقيل – سكته عاطفيه – صدفه – خداع – باب الجحيم – صك عبوديه – يقتلون الحب – طوق النجاة ) وهى جميعها تعكس الحيره الوجوديه التى يعاينها البطل .
3- التنوع فى اطار الوحده فالقاصه قد وزعت الصفات الوجدانية والاداء الحركى لصفات الاخر الذى قام بتجسيد فكرة الاخر المقتحم للذات والقادر يعكس عدة صور قاهرة للذات ، مع ذكاء القاصة فى ايراد اسماء اسماء دلالية متعلقة بسلوك متعارف عليه لدى الوعى الجمعى من خلال المدلول الشعبى لاسم بدران وارتباطه باسم الشخص الخائن فى سيرة ادهم الشرقاوى مثال على ذلك والتى تعكس فكرة المظهر الطيب وهناك بعض الاشخاص الذين يجيدون اسم صور زائفه عن الذات وقد تكرر هذا النموذج القصصى فى اكثر من قصة عبر المجموعه = بدران + قاتل برئ .
4- اللغة كعتبه سردية فى المجموعه :
من خلال التنوع ما بين الازمنه وذلك لخلق الزمن السردى من خلال العلاقة السببية بين الماضى والحاضر ، وانتشار التداخل يعكس قدرة القاصى على إحداث العلاقة التبادلية بين الذوات وكذلك منطقية الاحداث
القصة
النموذج الاسلوبى
قاتل برئ
اقترب منها ثم اخذ يصرخ ويبكى
سهام تصيب
ورد الفعل الماضى كان مرتبطاً باسم البطله تسع مرات
على طول القصة تسع افعال مضارعة فقط خلال خمسة صفحات الفعل الماضى مع اضمار الفاعل مع الفعل الماضى يزيد من تكثيف الاحساس بالحاله سواء كان على مستوى الادانه او الاشاده
هذه قراءة أولية لذلك الجهد المتطور الذى يؤكد ان الابداع أبن الممارسة شريطة ان تؤمن بما تقول وأن تستمتع بهمس الحياة المتسلل الى قوقعة الذات التى ننتنافس فى تجاوز الامها لنقدم للعالم صورة وردية عن ذواتنا .