ساحة الإبداع

أسْتُرُ ظلَّ نَخْلِي فِي المَنَافِي للشاعر الكبير أحمد الشهاوي

 

                                     


أسْتُرُ ظلَّ نَخْلِي فِي المَنَافِي

 

انْسَ  الذهابَ إلى البيْت

وتعَالَ ذَكِّر النَّخْلَ

خُذْ سكِّيني بِقُوَّة

ولا تجْرَحِ القلبَ .

 

أنا يا نخَّالُ مِسْكينٌ

وحالي في العَدَم

والناسُ لا ترحمُ الغلبانَ في هذا البلد

وإذا طَعنْتَ بِكْرًا أثمرتْ

                   وتَزَهزَهتْ حالي

                   وصرتُ صاحبَ جُمَّارٍ وتَمْرٍ

                    ورُبَّما جاء ذكْرِي في الكُتُب

                       ونامتْ بَتُولٌ تحت ظِلِّي .

 


لا تَنْشَغِلْ عنِّي

فقد جَرَحَنِي المَاءُ

ولستُ أملكُ شيئًا لأعطيكَ أجْرَكْ

فانتظرْ موْسِمَ التَّمْرِ

وصَلِّ  صَلاةَ ثِمَارِ اليتيمِ

واكشفِ الغامضَ في الكِتَابِ

واسْألْ عن ابنِي

إذا مُتُّ فجأة

وغادَرتِ الشَّمْسُ شايَ الصَّبَاح

تذَكَّرْ

وذَكِّرْ

فإنَّ البِكْرَ إنْ تَثيَّبتْ طرَحَتْ .

 

 

أدِرْ وجْهِي إلى حائطٍ في البعيدِ

واسألِ الصَّمْتَ عن رقَمِ الحِسَابِ

ولا تُزْعِجِ المُصَلِّينَ بِفَضْحِي في الصَّلاةِ

حدِّثْهُم بالمَسَرَّة

وابذُر أينما رُحتَ بُذُورَ حقيقتي

فلسْتُ أعرفُ ما اسْمِي

ولا في أيِّ شيءٍ مَضَى عُمرِي

أنا هُنَاك

وَرَاءَ المَاء

أسْتُرُ ظِلَّ نَخْلِي فِي المَنَافِي .

 

الإسكندرية

7 من يوليو 2020 ميلادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى