ساحة الإبداع

تتويج شعر : آيات عبدالمنعم


 تتويج

شعر :  آيات عبدالمنعم


فِي السَّهلِ 

أَبحَثُ عَن أَصدَافٍ مِنَ الشَّاطِىءِ المُجَاوِرِ، 

أَهمِسُ لَهَا سِرَّكَ، أُعَانِقُهَا، 

وَأَكتُبُ بِهَا تَعوِيذَةَ اسمِكَ عَلَى ذَاكَ الجِدارِ تَمِيمَةً، 

وَفِي جُذُوعِ الشَّجَرِ أَنقُشُهُ  

عَلَى الأَغصَانِ شِفرَةً خَاصَّةً

مِنَ الأَحرُفِ الأُولَى، 

الَّتِي لا تَعنِي أَحَدَاً بِالضَّرُورَةِ.

أَنتَشِي لِسَمَاعِ خُطُوَاتِهِمْ تُلاحِقُنِي، 

وَلِسُؤَالِهِمُ الفُضُولِيِّ المُتَكَرِّرِ 

يَتَرَبَّصُ بِِي. 

أُحَاوِلُ التَّحدِيقَ فِي الفَرَاغِ، التَّمَدُّدَ،

أَبتَسِمُ لِقَنَاعَاتِكَ العَنِيدَةِ، 

وَفُقَّاعَاتُ صُرَاخِهِمْ فِي الخَارِجِ

تَعكِسُ قُزَحَ غِنَائِكَ بِعَينِي؛ 

فَأَهمِسُ فِي يَقِينٍ حِكَمَتَك:

(وُضِعَتِ القَوَانِينُ لِتُكسَرَ!)

بَينَ كُلِّ مُحَاوَلاتِ التَّلَصُّصِ أَقفِزُ هَارِبَةً، 

حَتَّى وَإِنْ تُكسَرَ قَدَمِي، عُنُقِي، 

يَكفِي أَنْ أُوَافِيكَ عَلَى مَوعِدٍ لَنَا 

لا يُدرِكُهُ سِوَانَا،

فَنَقرَأَ الجَرَائِدَ وَنَصطَادَ الأَسمَاكَ، 

نَرقُصَ تَحتَ المَطَر.

لَم يَعُدِ الشِّتَاءُ بَعدُ، 

دَعنَا نَستَحضِرُهُ فِي دَبِيبِ أُغنِيَاتِكَ السِّحرِيَّةِ. 

لَمْ يَعرِفْ أَحَدُهُمْ كَيفَ يَكُونُ النَّظَرُ لِعَينَيكَ. 

وَفِي المَسَاءِ تَتَجَدَّدُ رَغبَتِي 

فِي سَمَاعِ صَوتِكَ عَبرَ النَّافِذَةِ.

وَذَاكَ القَمَرُ المُتَدَلِّي عَلَى الأَغصَانِ نَاصِعٌ كَجَبِينِكَ

كَرَسَائِلِكَ المُتَجَمِّدَةِ بَينَ أَورَاقِي 

تَبحَثُ عَنْ غَفلَةٍ مِنَ الزَّمَنِ، لِتَتَحَرَّرَ،  

عَنْ لَحظَةِ تَتوِيجٍ تُعلِنُنِي حَبِيبَتَكَ. 

(واهديتني وردة فرجيتا لأصحابي

خبيتا بكتابي زرعتا ع المخدة

واهديتك مزهرية لكن بتداريها

ولا تعتني فيها تاضاعت الهدية) !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى