ساحة الإبداع

غرفة العزل قصة صفاء عبدالمنعم



غرفة العزل
قصة صفاء عبدالمنعم

هل تأتى لك أمك فى الحلم؟

الأهل؟

ما هذا؟

وكيف أفكر؟

منضدة صغيرة أسفل النافذة.

لون الزجاج البنى يضفى كأبة جديدة.

الغرفة ضيقة تماما.

سرير أنام فوقه ولا أتحرك،يمينا أو شمالا.

الحمام بالكاد تقضى حاجتك وأنت واقفا والباب مفتوح.

من الخارج تأتى خبطات سريعة.

صوت:يا مدام أنت كويسة.

– تمام.

الليل بدأ يزحف مثل أفعى سامة،والصمت سيد المكان.

خبطات جديدة على الباب،وصوت الطبيبة على ما أعتقد.

– يا مدام، أخذتى الدواء.

– تمام.

بدأت الأصوات تضعف بالخارج.

شعرت بالجوع.

فتحت الثلاجة الصغيرة الملاصقة للسرير، مددت يدى،عثرت على علبة عصير،أخذت أشرب منها فى هدوء وثبات،رأسى تضج بأفكار كثيرة.

ليست أفكار عن الموت.

فهذا إحتمال مستبعد،أطرده بشدة حين يأتي.

رن جرس الهاتف.

صوت أبنتى الصغرى.

– مامى أنت كويسة.

-تمام.

أغلقت الخط على صوت قبلات باكية.

فى منتصف الليل.

دبت الحركة فى الخارج.

بعد ساعة تقريبا هدأ كل شئ.

فى الحجرة.

على يمينى تجلس أمى.

وعلى يسارى يجلس أبى.

وأمام باب الثلاجة وقف زوجى.

صوت جدتى يأتى من الحمام الصغير،وهى تتنهد:كان كل ده مستخبى لك فين يا قلبى.

ضحكت أمى وهى تضع يدها على فمها،عندما سمعت ضرطة قوية تأتى من الحمام.

نظر أبى نحوها بعينين حمراوين.

هناك عند المنضدة الصغيرة،رأيت جدى واقفا ينظر للخارج من خلال الزجاج وهو يعد النجمات الساهرات فى السماء.

بعد دقائق رن الهاتف ثانية.

كانت الساعة تقترب من الثانية صباحا.

صوت رجل يتثأب على الطرف الآخر.

أعتقد أنه الطبيب النوبتشى.

– مدام،أيه أخبارك؟

– بخير،تمام.

نظر زوجى نحو الهاتف الصغير الذى فى يدى وهو يتعجب قليلا.

أيام كان معى فى البيت،لم يكن هذا الهاتف موجود.

نظرت نحوه وأنا أضحك.

– ده محمول.

تليفون تم اختراعه،وسهل التنقل به.

أخذه من يدى،وأخذ يضغط على الأزرار،يجرب ويلعب،فتح سجل المكالمات.

جلس على طرف السرير،وأخذ يقرأ.

خرجت جدتى من الحمام الضيق بعد معناه شديدة.

وجلست جوارى على السرير،وهى تضع يدها على رأسي،وبدأت فى قراءة الفاتحة.

عند آذان الفجر.

أخذ أبى أمى من يدها ورحلا معا.

وظل جدى يعد النجمات العالية.

وجدتى تقرأ قصار السور.

فى الصباح.

عندما سمعت طرقات خفيفة على الباب.

– الفطار يا مدام،والأدوية.

اختفى الجميع من الحجرة.

فتحت الباب،ومددت يدى،أخذت صينية الطعام،وعدت إلي السرير ثانية.

أمضغ فى بطء شديد وأنا أتذكر ليلة أمس،وأبحث عن الموبايل الصغير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى