دراسات ومقالات

درافيا دستور لم يكتبه بشر : بقلم دكتورة سامية عماد مدرس مساعد مناهج النقد الأدبي.

 

من المتعارف عليه في أدبيات الرواية التزامها بزمن معين للحدث يسمى زمن الرواية… لكن الواضح أن السبيري في أعماله أطاح بكل ما يدرس اكاديميا في علم الرواية وخلق لنفسه مناخا خاصا به… هذا الكاتب من وجهة نظر قارئ ومتابع لأعماله لم يتأثر بما يفرضه سوق الرواية من أفكار فانصب جهده على المضي قدما ليغرد منفردا وبعيدا عن المألوف. “درافيا دستور لم يكتبه بشر” أثار فيها الكاتب العديد من النقاط التي تجلعنا نضع علامات استفهام حول ما يلقي به الكاتب من أفكار مستحدثة على اذهاننا. العمل مميز لكن ما يؤخذ دوما على الكاتب تناوله للفكرة بشكل منعكس فلا أعلم هل من باب التشويق أم من باب الاستعراض بمفرداته وسرده.. وإن كان هذا دليلا على إلمام الراوي بمجريات عمله غير أن ذلك مرهق للقارئ من فرط التركيز. لا اعيب باي شكل من الأشكال على فكرة الرواية وإن كنت أجد فيها نوعا من التعمد ليخرجنا من نطاق المنطق إلى اللا منطق، فمثلا حين غاص بنا الكاتب في بحر زقاق القناديل لنكتشف فجأة أن مطاوع ومؤنس وجابر هما في الأصل شخص واحد. فتساءلت كيف له ان يسرق البابنا بهذا السهولة مستخدما عناصر الإثارة ليضعنا أمام أمر واقع وبالفعل وقر بعقلي بشكل لا يقبل مجالا للشك أن ما كنت اقرأه ما هو إلا سحر لدرجة اني ظننت وقوعي تحت وطأة قانون درافيا او أرواح الطبيعة الذي تناولته الرواية من خلال ناقوس مصري قديم يبعث ذبذبات كهرومغناطيسية فتدمج أرواح الطبيعة مع البشر، اكتشفه عالم فيزيائي كبير في عهد الملك فاروق حين كلفه بتشكيل فريق عمل بتدقيق المسارات الجغرافية ودراسة نوع من الأشعة يصدر من أسفل مركب الشمس بجوار الأهراماتولكن الاغرب وبعد انتهائي من الرواية بحثت عن الهريم الأسود الذي استخدمه بطل الرواية كموقع تتجمع فيه أرواح الطبيعة بعد دق الناقوس لأجد انه حقيقة منذ عهد القدماء المصريين ويوجد بأهناسيا بمحافظة بني سويف وكان يسمى هذا الموضع مركز غيبيات مصر القديمة.. وهنا أتساءل مرة أخرى من أين جاء الكاتب بهذه الأسرار الجلل وهل حقا تم تفعيل ناقوس الرعب من قبل سفرنجوس ملك ملوك أرواح الطبيعة في هذه المنطقة تحت ضغط من أعضاء قيادة الثورة على مطاوع الذي ورث دستور درافيا عن جده؟ وهذا ما لم يبح به الكاتب مباشرة لكن لمحته من بين السطور.. تفاصيل وتفاصيل جعلتني اكتب عنها ولكن بكثير من الاختصار… 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى