جماليات البناء السردي في روايات عبد الزهرة عمارة” المؤلف ا. د. مصطفى لطيف عارف

“جماليات البناء السردي في روايات عبد الزهرة عمارة”
المؤلف ا. د. مصطفى لطيف عارف
عقيل هاشم
شهدت الساحة الأدبية خلال السنوات الأخيرة ازدهارًا ملحوظًا في مجال الرواية والشعر وغيرها من الأجناس الأدبية وتوسم المشهد الثقافي بإنتاج علامات فارقة على مستوى السرد .
وقد كان لإبداع الأستاذ الدكتور العارف في مجال التأليف الشعري والسردي وتقديم أقلام أدبية ربما لم يسلط عليها الكشاف النقدي إلى الوجود بوصفها قيمة فنية وفكرة جمالية أثبتت قدرتها في استلهام وتأصيل ما أنتجه هؤلاء من مؤلفات عديدة وقيمة. كتبها واصل لها وفق مناهج أدبية حداثوية وهذا ما أطفئ على كتاباته سحرًا و رونقًا، كما كشفت أعماله عن تحليل واعٍ لطبيعة الواقع الثقافي المعاصر..
وقد برز عدد من الكتاب في سرد روايات آسرة، تجسّد الواقع بكل تناقضاته وتعقيداته، وتُعبّر عن هموم المرأة وتطلعاتها ومنهم الأديب عبد الزهرة عمارة.
أما عن الكتاب الذي بيننا خصه المؤلف بعنونة مهمة هي “جماليات البناء السردي في رواياته” وتتجلى هذه الجماليات السردية في مختلف عناصر السرد، من الشخصيات والأحداث إلى اللغة والبناء السردي. هذه العناصر الجمالية التي سنحاول مقاربتها من خلال نماذج روائية اختارها المؤلف دكتور مصطفى كونها تمثل صرخة أدبية نابضة من قلب المعاناة..
أقول أنها تكشف عن عمق المعاناة الإنسانية حيث تأتي الرواية كقراءة تفاعلية مع قضايا الواقع، لتؤكد قدرة الأدب على استباق الأحداث وفهمها بشكل غير مباشر، وفضح عيوب المجتمع ولتُشكّل إضافة هامة للنتاج الأدبي المعاصر، عبر لغة إبداعية مؤثرة.

هذه الدراسة البحثية الهادفة إلى الكشف عن جماليات البناء السردي للكاتب عبد الزهرة عمارة ، تأليف الأستاذ الدكتور مصطفى لطيف عارف دونها بحرفية الأكاديمي البارع لتوضيح الرسم الفني والجمالية التي تعرض النص في بنياته، وعلاقات أنساقه،
وجاءت محتويات الكتاب على النحو التالي..

المقدمة “وقد قال فيها كاتبها
يكتب الأديب عبد الزهرة عمارة رواياته بصدق. صدق الإحساس وخفة الحلم وكأنه يحصي خساراته التي هي خساراتنا. تراه ينصت لنبض الحياة رغبة في الكتابة النزعة إنسانية بداخله. نزعة مفرطة بالصدق..
أما مباحث: جماليات البناء. السردي
الحدث في الرواية – الشخصيات – الحوار – الوصف – تقنية الخلاصة -الرؤية السردية – خطاب الحكي المنقول السرد الموضوعي – السرد الذاتي – الراوي – أنماط الراوي – المروي له – المكان – الزمن – تقنية الاسترجاع – تقنية الاستباق..
بالمجمل تهدف هذه الدراسة البحثية إلى الكشف عن جماليات البناء السردي هي بمثابة محاولة لدخول عالم الكتابة السردية للأديب عمارة ، وللوقوف على جماليات البناء السردي في سردياته ، وقد اتخذت هذه الدراسة الدكتور العارف منهجًا عرف فيه “السيميوطيقيا” في تحليل الخطاب السردي وبيان الجوانب الفنية والجمالية التي يحتويها النص السردي في أبنيته، أثبت فيها نتائج : دقة اللغة، وبراعة الأسلوب، وحسن اختيار الشخصيات من قبل المؤلف، ودقة تصويره للزمان والمكان…. الخ
انطلاقًا من أن السرد هو سحر الحكي ويكشف عن إبداع الكاتب :

حيث نجد ترابط وتناسق في نسيج الرواية.
وتستمر الدراسة البحثية في كشف هذه الجماليات حيث يقول المؤلف تعد الشخصية الروائية الركن الأساسي في السردية فهي العنصر الفعَّال التي تقوم بالأعمال الروائية وتلعب دورًا كبيرًا في الرواية بمثابة العمود الفقري للعمل الروائي فلا نتخيل سردية بدون أشخاص حيث كانت تلك الأشخاص محل اهتمام الدراسات النقدية، وتكمن أهميتها في الدور الذي حدده الكاتب لها مقتبسًا من الواقع الاجتماعي بمعنى الشخصيات متداخلة كثيرة بين الحاضر والماضي.
تقوم بالسرد ويتخفى وراءها الكاتب لتعبر عما في نفسه؛فهي شخصية تمتلك قوة العبارة والسيطرة على حواس المتلقي وجذب انتباهه؛فهي تسهم في سيرورة العمل الروائي ودفعه إلى مجاراة الأحداث.
والجدير بالذكر فقد برع قلم الكاتب في رسم الشخصيات الروائية بدقة في ذهن القارئ عن طريق الأفعال والأدوار التي تقوم بها وما يتناسب مع أحداث الرواية .
وبالحديث عن الزمن في روايات الكاتب فانه يستبق الأحداث من الحاضر إلى الماضِ كما تحدث في الزمن الحاضر، وجاء بفترات زمنية محدودة في سرديته و على الرغم من كثرة الأحداث وتشابكها وامتدادها عبر السنوات إلا أن الكاتب أبدع في التلاعب بزمن الأحداث بما يتناسب وطريقته السردية بما يجذب انتباه القارئ وأسره بطريقة سلسة خفيفة لا يشعر فيها القارئ بفجوة الانتقال عبر العصور والحقب الزمنية.
ومن جماليات السرد أيضا اهتمامه الشديد بالقارئ الذي جعله متشوق لإكمال الرواية واختيار العنوان المناسب للرواية.
والجدير بالذكر أن الكتاب نجح في تلاشي الحواجز بين الأجناس الأدبية ودمجها معًا. كشفها لنا الدكتور عارف من إنها تحمل دلالات عميقة من إيديولوجيات سياسية واجتماعية وفكرية..