دراسات ومقالات
الجميلي أحمد يكتب خلافات الوسط الثقافي.. إلى أين؟
خلافات الوسط الثقافي.. إلى أين؟
ــــــــــــــــــــ
هل يمكن لنا أن نضع الوسط الثقافي في مقارنة مع أوساط أخرى؟ وما الذي يمكن أن يظنه سائق ميكروباص، أو عامل، وهو يقرأ بالصدفة ما يحدث بيننا، في وسط مِن المفترض أنه يضم صفوة المجتمع والقوة الناعمة لمصر؟ وهل تفيد الصراعات داخل وسط المثقفين؟ وهل يخرج المتصارعان من أي معركة بدون خسارة؟ وهل يظن المتصارع أن خسارته ستكون لمَن يصارعه فقط؟
كلها أسئلة تحتاج إلي ردود حضراتكم، أو تحتاج إلى أن نفتح قلوبنا ليدخلها من جديد الحب؛ ربما تخضر القلوب بعد أن امتلأت سوادًا، لكن قبل أن نفتحها نطوف حول الحب ونتعرف عليه، ولا أقصد هنا الإنسان لنفسه، ولا يأخدكم أي كاذب بقوله إنك لو لم تحب نفسك لم تحب الآخرين؛ لأننا ببساطة شديد لا نعرف حتى أن نحب أنفسنا، فإذا أحببناها انقلب فينا الحب إلى تضخم في الذات، وأصبحت الأنا تعلو الأنوف، ولعلكم تلاحظون هذا في بعض أدبائنا.
الحب يا سادة هو أن تتأمل أولًا نفسك، وتضعها في موضعها الصحيح، أن تجعل لها كرامتها وعزتها، لا أن تنتظر من الآخرين أن يجعلوا لك كرامة.
الحب هو أن ترى الأشياء بعين محِبة، لا تراها بعين كارهة لِما تنظر له.
الحب هو ألا تتنمر على الآخرين، وألا تتصيّد لهم الأخطاء، لم يطلب منك أحد أن تحبه.. لكن افعل تجاهه بعضًا من هذه الأشياء، تجد نفسك تقدم له وجبة من الحب الصافي تمامًا.
الحقيقة أن ما يحدث بين بعض الزملاء في الوسط الثقافي يعكر صفونا جميعًا، لماذا يكون صاحب الأمس هو عدوّ اليوم؟ وكيف يصل الطريق إلى مفترقه بين صديقين؟ وهل الناظر للوسط الثقافي من بعيد يراه كأنه الجنة؟ ماذا لو دخله الآن؟ سيكون نهاره وليله سوادًا!
هل رأي أحدكم يومًا ما مشاجرة بين سائقين؟ بالطبع جميعنا رأى هذا.. هل تعلمون ما الجميل في هذه المشاجرة، وما الخطير في اختلاف المثقفين؟ الجميل في هذه المشاجرة أنها غالبًا ما تكون بالأيدي، وبعد انتهائها تفض الأيدي، وتتصافى القلوب، ويميل العقل لرأي العقل.
أمّا الخطير في اختلاف المثقفين، فإنه اختلاف الحقد أو الكُره أو الغيرة، يظل العقل في هذا الاختلاف يعمل طوال الوقت، ولا يهدأ، ولا يسمح للقلب أن يسامح!
راجعوا أنفسكم فيما بيننا، وكونوا أنقياء ككتاباتكم، ولا تتشدقوا بما ليس فيكم.