دراسات ومقالات

جلاء الطيري وذكريات الشاعر الكبير رمضان عبدالعليم

جلاء الطيري وذكريات الشاعر الكبير رمضان عبدالعليم

 

كنت فى المرحلة الإعدادية وأختي مروه لم تدخل المدرسة بعد كانت شقية ومحبوبة من أصدقاء أبى.

جاء الينا صديق أبى كان كنجوم التلفزيون الذين أشاهدهم انيقا بشكل لافت للنظر يرتدى بدلة سوداء وحذاء اسود لامعا وكأن غبار الشارع وتراب الطريق لم يلمسه وكأنه جاء على بساط الريح أبى يقول : إنه عندما ينزل فى بلد لابد أن يحلق ويصفف شعره فيها ، كان مهندما ، عندما جاء الينا يحمل كيسا مليئا بالمكسرات

والتفاح الأمركانى الذى لم يكن متوفرا وقتها إلا في القاهرة ومن الندرة تواجده فى الصعيد ، كان ضيفا استثنائيا ، جلس مع أبى فى مندرة البيت

يتحدث فى السياسة ، يتكلم عن جمال عبد الناصر ، ومن حديثه رأيت عبد الناصر شاخصا أمامى عملاقا مزهوا وكأنه يتباهى بمحبيه ومريديه ومن وقتها أحببت عبد الناصر .

وقتها كان أعزب يحدثه أبى عن الزواج وعن قيمة تكوين أسرة وأن الشعر زائل والشهرة زائفة ،والأبقى هى الأسرة.

جاءت مروه إلي قائلة تيجى نعمل مقلب فى عمو رمضان عبدالعليم ، ورغم انه من المفترض كونى عاقلة بما يكفى لأعارضها إلا أنني جاريتها، كنا طبعا نستمع لحديث أبى والجميل رمضان عبدالعليم عن ضرورة زواجه، وكما يفرش الكومبارس للبطل فى المسرح ، فرشت لمروة أرضية ، فتحدثتُ عن قدرتها على معرفة بعض الأشياء ، بعون الله لأنها وقعت فى حفرة فتلبسها جنى يخبرها ويكتب على يديها المستور والخفى.

وببراءة الأطفال راح رمضان عبد العليم يصيح معقوله مابين مكذب ومصدق وأبى يؤمن على كلامى ..صدّق …صدّق..

ربما أتقنت دورى بمهارة فائقة وهيأت المسرح لدخول البطل ، فقالت مروه فى جدية تحسد عليها ولا تناسب طفلة ، اكتب أى سؤال عايز تعرفه فى ورقه ومتخلنيش أشوفها واحرقها واحتفظ برمادها أمامك فى منفضة السجائر وأنا سادخل إلى الجنى فيخبرنى بإجابة سؤالك ، اتت مروه بعلبة شامبو وخلة أسنان، قالت لى تعتقدى عمو رمضان هيسال عن إيه ، قولت معرفش ، قالت طيب هما كانوا بيتكلموا عن واحد اسمه جمال وعن الجواز ، قلت لها اكيد هيسأل هل تحبون جمال عبد الناصر ؟؟، لأن السائل يخطر على باله أقرب شيئ كان يتحدث فيه، لوحت بيدها قائلة..

انتى هبله

أكيد هيسأل عن الزواج

وان ماسألش يبقى ايه

بصى نكتب اجابه محتمله لأى سؤال ادخلنا خلة الأسنان فى علبة الشامبو وكتبت على طول ذراعها قريبا انشاء الله لا تستعجل وانتظرنا قليلا حتى جف سائل الشامبو ، ولم يبق اثر للكتابة وعندما دعك عمى رمضان ذراع مروه برماد الورقة التى أحرقها وكتب فيها سؤاله ظهرت الكتابة جليةلاتستعجل قريبا انشاء الله فبهت وقال فعلا لكن ازاى ، فقالت مروه وهى ترى بوادر الانتصار ايه كان سؤالك ياعمو

أنا سألت متى سأتزوج؟؟؟

صرخت مروه كما رأت فى افلام التلفزيون مدد ..مددد

وبعد قليل وعندما استفاق من صدمته أمسك بأذن مروه بس قوليلى يابت يامروه هو الجنى بتاعك خطه ليه وحش كده وبعدين مبيعرفش يكتب كاتب انشاء الله وهى تتكتب كده إن شاء الله ، ردت ااقولك : وتدينى كيث المكثرات كله لوحدى…أختى كانت لدغه فى السين

قولى وهجيبلك اكتر منه ..

حكت له المقلب من اوله لآخره.

هذا هو رمضان عبدالعليم الشاعر والسياسى والمثقف والأنسان، دعاء له من القلب فى يوم الجمعة أن يمن عليه بالشفاء والعافية ويبارك له فى ذريته .

ولك فى قلبى وقلب بنات الشاعر عزت الطيرى الكثير والكثير من المحبة .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى