أخبار عاجلةساحة الإبداع

روزانا السيد بغدادي تكتب نافذة تُورق في العتمة.

نصوص

هذا اللّيل-يا صديقي- ليس وقتًا للقراءة فحسب، بل لحفر المعنى في لحم الذّاكرة، لسكب النّور من بين شقوق الخيبة، ولتضميد الأمنيات التي لا تزال تنام على حافّة الانتظار.

أن نقرأ خيباتِنا هو أن نعيد ترميم الحلم بأدوات مستعملة.
أن نمسكَ المنديلَ لا لنلوّح، بل لنربطَ الجرح كي لا ينزف أكثر.

زوايا القلب لا تُقرأ، بل تُؤخذ عقوبةً وعطيةً! يُغسَل بعضُها بمطر الحنين ويُترك بعضُها ليصدأ كي لا ننكر ماضينا.

أمّا مدوّنات الآخرين فهي مرايا عابرة، لا تنسَ أنّ الزّجاج لا يعكس إلا السّطح.

اقرإِ الأغاني يا صديقي كما تقرأ الغيم، لا تعشقه بلِ انتظر منه المطر، وإذا تأخر… فازرعْ نغمتَك.

اقرإ الشّعر كمن يُنصت لارتعاش الماء، اقرإ القصص كما تُرتّل الفقد، أمّا الكتبَ فخذْها معك لا إليك… ولا تفكّر بتمجيد المعنى، بل اسكنْه.

ثمّ إنّك إن قرّرت الرّقصَ على هذا الخراب فارقصْ بكامل وجعِك وحزنِك
و ابتسم… لا لأنّ أحدًا سيبتسم لك، بل لأنّك قرّرت أن لا تكون ظلًّا لنزيفك.

وامضِ… فثمّة نافذةٌ لا تفتح إلّا لمن عبر الصّمتَ بحذر،
تُطلّ على شجرةٍ لا تنمو إلّا من حبر الجراح،
كلّما صدقتَ في قراءتك
أزهرتَ ورقة… وارتفعت بك قليلًا عن هذا الركام .

لبنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى