ساحة الإبداع

كان فيها بركة .. للقاص محمد عطية

 

كلمة الاجيال بتتوارثها جيل بعد جيل

و كل جيل بينقلها للجيل اللي بعده . لكن بيقولها بحزن و استغراب زي ميكون مش عاجبه او بيتحسر علي ايام زمان …

و قبل يا يقولها يمزمز فشفايفه و يتنهد تنهيده طالعه من جوا قوي و هو بيقول…..الله يرحم ايام زمان كان فيها بركة .

.

تعالوا بينا كده نرجع بضهرنا لورا كتيييير و نشوف ايام زمان كان فيها بركة

و لا اهلنا كانوا بيضحكوا علينا و بيشتغلونا .

يلا  بينا نشوف

الشوارع كانت فاضية …

ايه دا و المواصلات رايقه …

الله الله !! و الناس كمان

هي الناس راحت فين ؟

يعني المشوار من اول شبرا لحد العتبة هو يا دوب عشر دقايق ..

الواحد يخلص شغله  و يرجع الساعة اتنين شايل البطيخه و الجرنال تحت باطه.. يكون في بيته الساعة اتنين اتنين و عشرة بالكتير…

يتغدي و يرتاح شويه بقت الساعة خمسة …

يلبس و ياخد العيال و يروح عند اخوه فى العباسية بقت الساعة خمسة و نص .

يقعد معاه و يتعشي و يحلي و يرجع شبرا تاني علي الساعة تسعة و نص بالليل .

العيال يطلعوا و هو يقعد علي القهوة نص ساعة قول ساعة يشرب فنجان قهوة ولو كان بيشيش يشربله حجرين معسل و يحكي مع اصحابه و هو بيلعب عشرتين طاوله .

و يطلع يغير هدومه  و ينام علي الساعة عشرة و نص .

دى بقي كانت البركة فى الوقت ايام زمان …علشان الدنيا كانت رايقة و عددنا صغير

كان فيه كمان بركة في الفلوس ….

ايوه بركة في الفلوس مستغربين ليه ..

طب تعالوا احكيلكوا علشان شكلكوا مستغربين ومش مصدقين ..

زمان و انا صغير كان مصروفي عشره صاغ في اليوم..يعني بريزة اللي هي عشرة قروش ..

و كنت بحوشها كلها لاني باخد معايا الشندوتشات و انا رايح المدرسة .

فضلت احوش احوش احوش لحد ما بقي معايا اربعين جنية حته واحده ..

 اشتريت بيهم خاتم دهب هدية لامي في عيد الام ..

.

طب خد دي ..مرتب امي زمان كان سته جنيه بس ..

و كنا بناكل احسن اكل و نلبس احسن لبس …

بالمناسبة اللبس مكانش من الغالي بس كان اخر شياكة و كنت اشيك واد في البلد ..

و امي كانت بتحوش من المرتب كمان ..

و كانت بتعمل جمعيات و بنينا بيت في البلد من فلوس الجمعيات دي .

الفلوس زمان كانت بتكفي و تفيض لان كان فيها بركة .. و البركة دي جاية من حاجتين كانوا موجودين زمان .

القناعة و الامانة

كان كل واحد عنده قناعة و راضي برزقه و  بالمقسوم ليه و مش بيبص للي مع غيره ولا يفرق معاه خالص .

و كانت الامانه و عدم الجشع صفه في التعامل يعني مكنش حد بيستغل طيبة حد تاني و يضحك عليه او يستغله من باب الفهلوه و انه مفتح و برم و بياكلها و هي والعه .

علشان كده كانت الفلوس فيها بركة .

.

يلا بينا بقي نتكلم عن البركة اللي في الصحة .

هتقوللي ايه دا هي الصحة زمان كان فيها بركة ؟

طبعا دي بركة الصحة دي من البركات المهمة جدا …

تخيل انت واحد بصحتة ممكن يعمل ايه؟ ….

و واحد الصحة عنده بعافية شوية هيعرف يعمل ايه؟

نرجع تاني لزمان …

واضح ان كل حاجه زمان كان فيها بركه حتي الصحة كانت زي الفل

لا فيه تلوث في الهوا من دخان المصانع ولا دخان شكمانات العربيات  .

و لا فيه تلوث في المياه من مخلفات المصانع برضوا .

كان الواحد يصحي الصبح يفطر فطار نضيف ..

 يشم هوا نضيف…يمشي شوارع نضيفه

و مفيش كيماوي في الزرع ..

الزرع كان اورجانيك

وعلي رائ الفنانه يسرا الطبيعي يكسب …

و مكنش فيه لا دش و لا ستالايت شغال ليل نهار ..

كانت الناس تصحي بدري و تنام بدري ..

كان الجسم بياخد كفايته من النوم الصحي الطبيعي..

طب بالله عليكوا مش كان قرص ريفو بقرش تعريفه بيخلص علي اجعص تعب و صداع .

زمان كان فيه توازن في كل حاجه … فالصحة كمان كانت متوازنه ..

و كانت الناس ماشية وشها منور ..

زمان الصحة كانت فيها بركة .

البركة زمان كانت في حاجات كتير لو اتكلمت عنها الكلام مش هيخلص .

لكن بدعي ربنا ان في الايام اللي جاية البركة ترجع تاني لما الناس ترجع تحب بعض بعيد عن المصالح .

لما الناس ترجع تاني تقوي العلاقة بينها و بين ربنا .

لما الناس تبطل غيره و حقد .

لما الانسان يرجع تاني يبقي انسان .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى