أوبرا مصر تَنشُر “الطاعون” نص لـ “حسين عبد العزيز”

أرغب فى رحلة طويلة أقوم بها الى المجهول .
الذى سوف يكون اكثر عقلانية من هذا الجنون الذى يحيط بنا من جميع الجهات ؟!
– هناك سوف أجد ضوء القمر مازال موجودا فيبعث على الأمل الذى إفتقدناه منذ أمدََ بعيد ، منذ أن تداخلت كل الاشياء فى بعضها البعض دون منطق ، منذ أن أصبح الغنى فقيرا ، والفقير مليونيرا ،منذ أن تحول البلطجى إلى سيد الحارة ، والحارة مرتعا للكلاب ..والكلاب لا تعى أنها كلاباً
أريد ان أرحل منها ،حيث القبح هو سيد الموقف ..والموقف لا يوجد به سيارة تنقلنى إلى حيث أريد وأبغى .. وأبغى هذا كان إبن صديقى الذى إستشهد فى حرب حزيران ، التى قالوا عنها أنها وقعت بسبب بعدنا عن الدين ، مع أنى فى هذا الأسبوع بالذات كنت أداوم على الصلاة ، وهنا وجدتنى فى حيرة ليس بعدها ولا قبلها حيرة ، ووجدت أنه لازم على أن أرتدى جلبابا وأسير فى الطرقات .. و أقول كلاما شكلة جميلا ، لكن معناه مخيفا ..وتمكنت من أن انتصر فى تشرين ..لكنى أصدم عندما أجد من يقول إن الملائكة هى التى كانت تحارب ،وهى التى إنتصرت وهى التى رفعت العلم ،
هنا فقدت توازنى ووقعت فى شر أعمالى ، وأعمالى لم تكن شراً أو حقداً أو إرهاباً ..وأشاعوا كلاماً نعتونى به ، كلاماً صدر من الأب الفاشل والأم الناقمة والأخوة كرامازوف ، وأجدنى أتحرك فى بوتقة يترأسها الشيطان ، والشيطان كلامه حلو ، والحلو يرفع السكر ، والسكر يفسد المتعة ، والمتعة لم تعد متعا ، وإنما حزناً نرضعة بالليل والنهار وقال أحدهم أشترى توك توك وكن مثلهم حاقد ناقم ،ولا تعمل إعجاباً لأحد ولا تعلق ..كن إستغلالى وإبنى مصلحتك على قفا البقر ، والبقر سعيدة ، وسعيده التى طلقت من زوجها المنحل .وهى لا تحب الإنحلال ..ولما قالوا لها أن ضل رجل ولا ضل حيط ..رجعت مكسوره ..فنام معها فحبلت ، فطلقها من جديد فسارت فى الحارة تهزى وشعرها الذهبى منكوش ،كا(الحلفا) التى تعيش فيها الزواحف والفئران وأشياء تأتي بالسرطان والطاعون الذى كتب عنه كامى و جوفانى بوكاتشو وأنا أيضاً اكتب عنه الان ؟!
أوبرا مصر ، ساحة الإبداع