أوبرا مصر تَنشُر قصيدة “مواعيد الرياحين” للشاعر أشرف قاسم

يا اسكندريةُ يا وردَ البساتينِ
ويا أكُفَّ الهوى قومي وضُمِّيني
يا كعبةَ الحُبِّ يا وجهًا يُعَذِّبُني
أنَّى اتجهتُ سهامُ البُعْدِ ترميني
يا شُعلةً ضَوَّأَتْ أُفْقَ المُنى زمنًا
في العُمرِ كانت سنىً للطُّهْر يهديني
إنِّي لأَذكُر “فيكتوريا” فيخنقني
دمعُ الشموعِ التي تبكي وتُبكيني
مأْساتُنا أننا عِشْنا بلا أملٍ
فاسْتَكبرَ الدهرُ أحلامَ المساكينِ
يا اسكندريةُ .. يا أحلى قصائدِنا
الشِّعرُ دونَكِ مِن مَسِّ الشياطينِ
يا دوحةً لم تزلْ بالعطرِ تغمرنا
لا تحرمينا مواعيدَ الرياحينِ !
البحرُ يشهدُ أنَّا لم نخُنْ أبدًا
ولم نكنْ في هواكم بالمجانينِ
أنتِ الفراشةُ فوق الغُصنِ قد وقفتْ
لكنَّ بُستانَنا أشجارُ ليمونِ
خفنا عليها من الأشواكِ إنْ جُرِحَتْ
وسالَ منها الدمُ الغالي سيُدميني
يا اسكندريةُ إنِّي جئتُ مُنكَسِرًا
فعانقيني .. وفي عينيكِ آويني
لا تحسبي العمرَ يَعنيني ، فلا أملٌ
في العمر بَعدَكِ ، عمري ليس يَعنيني
مازلتُ أمضي على دربٍ يُعاتبني
كُفِّي العِتابَ ، عتابُ الدربِ يَكفيني
كم عِشتُ أحلمُ أنْ ألقاكِ يا أملي
لكنْ أُلوفُ الأيادي عنكِ تُقصيني
مُدِّي يديكِ ، فَكَفِّي نَحوَها جَمَحَتْ
رغم الحواجزِ ، قومي أنتِ رُدِّيني !!
أوبرا مصر ، ساحة الإبداع