ساحة الإبداع

أوبرا مصر تَنشُر “مش غايب” للشاعر محمود محمد

يجوز البعد بيقَسّي
وبيخلي القلوب صوَّان
لكن قلبي في غيابك مات
وجوا ضلوعي كان الحزن
قيود ومكبلة كياني
وأنا بصرخ بعلو الصوت
و نهنهتي اللي غالباني
بتمنع صوتي انه يقول
ورب الكون دا… واحشاني

برغم البعد واحشاني
ومهما تفوت سنين وتمُر
مابين التوهة والحيرة
عيونِك هي عنواني
ولو كان اللي بيننا بلاد
أنا واقف ومستني
ولسه برضو في مكاني
تعودي بلهفتك ليا
و احسك جوا أحضاني

ومين قال إني كنت بغيب
وروحي تملي بتحاوطك
بتروي كفك الدبلان
وتشتاق لحظة من ضَمُّه
وفين ما تروحي بتروحلك
يلازم ضلها ضلك
وتمشي نفس خطاويكي
في ليلك قاعدة بتساهرك
وتسمع بوحك المكتوم
وتقرا الدمع في عينيكي
وتحلف اني مش غايب
وتتمنى الايدين تتمد
وتقبل عودة التايب
أطوف حواليكي واتعبد
فتمحيلي ذنوب البعد
تصدق إني مش غايب

يا روح في غيابها روحي تروح
ومن بعدك أنا بتهد
وصارت كل أيامي
كليل حالك في عز البرد
وغابت شمسك الدافية
وباتت كل أشعاري
كلام تافه ملوش قافية
أنا الجزع اللي من غيرك
رياح الفرقة كسرتني
وأصبح عالطريق عائق
تدوسه الخلق بالجزمة
انا والله من غيرك
بقيت عايش مليش لازمة

يا بر أمان أنا الغرقان
وباسبح لجل تئويني
وأرسى بشط كله أمان
ألاقي الشوك بيكويني
ياجنة عشق أنا المؤمن
ف ليه من الجنة ترميني
مانيش إبليس ولا عصيتك
دا قلبي كان زمان بيتك
و دلوقتي صبح مهجور
وأنا عالباب ومستني
تعودي ليا من تاني.. تهدي السور
وتجبري قلب من غيرك
صبح مكسور

كمان السهم أهو صابني
وشوقي ليكي فاق الحد
وكل ما أقصقص المسافات
يرفرف بالعناد قلبك
ف ألاقي روحي تسحبني
ومن ايدي تجرجرني
وفوق نار البعاد نجري
فجمر الشوق يحرقني
ولكن لهفة اللقيا تنسيني
تبدل جلدي ووريدي
تمنيني بعمر جديد
بدايته لما نتلاقي
ويفرح للقا كوننا
ويفرش بالنجوم دربك
ونسمع م السما الزغاريد

زمان؟؟
وايه الفرق اللي كان حاصل
عن الوعد اللي كان دلوقت
أنا اللي زرعت بذرتها
بحُبِّي رويتها وراعيتها
وجنب الزرع مستني
تفتح لأجل أحصدها
ولكن قسوة الأشواق
بتبدر عالورق أشواك
فتِدمي القلب
ومهما يكون…
على الوعد اللي كان بينا… ولسه يكون
تملي برضو مستني
يفتَّح خدك الوردي
ويسكن عطرك الفواح.. أنفاسي
وبحلفلك… أنا للوعد مش ناسي

أنا الطفل اللي كان مهده
في نني عيونك الدافيين
ولو يبرد تدفيني
وبجفونك تغطيني
ولو يبكي في عز الليل
رموش الحب تناغيني.. تهديني
تطمني باني في حضن عيونك الدافي
انا اللي كبرت على ايدك
ودمي بيجري في وريدك
ودوناً عن بنات حوا
بإيدي قطفت عناقيدك
صنعت من النجوم سبحة
أسبح بيها على ايدك
يا ساكنة القلب ومكانك في نني العين
أنا والله مشتاقلك ودلوقتي.. مش بعدين
كفاية نلوم ونتعاتب
أنا مسامح.. انا والله مش غايب.

 

 

 

 

 

أوبرا مصر ، ساحة الإبداع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى