أخبار ثقافية

“ليلى تبحث عن قيس” للكاتبة إسراء حمودة بين دهشة العرض وروعة النقد

كتب : ياسر عبد الرحمن

في حفل كانت كلمة السر فيه (حسام عزام)، وفي إطار لقاء ثقافى مميز بقصر ثقافة روض الفرج تم تقديم احتفالية لمجموعة قصصية عنوانها (ليلى تبحث عن قيس) للكاتبة إسراء حمودة وقد صدرت عن دار الملتقى للنشر والتوزيع ولعل الكاتبة لم تكن تدرك انها الشخص الأكثر حظا لتقديم احتفاليتها بهذا الشكل المدهش الذى خرج كثيرا عن الشكل المألوف للمناقشات الأدبية ولعل أول اسباب نجاح هذة الليلة المميزة هو وجود مجموعة مميزة حولها من الأصدقاء المبدعين على رأسهم الكاتب والمخرج المسرحى حسام عزام الذى قام بتنظيم القاعة بشكل دائرى صانعا مساحة دائرىة فى المنتصف يعرفها جيدا أهل المسرح فهى الحيز الأكثر شيوعا فى تقديم المسرح التجريبى كما أضافت المداخلات النقدية الراقية التى قدمها لفيف من نقاد المستوى الأول ومنهم الناقد الكبير صالح شرف الدين والكاتب والناقد زكريا صبح والروائى والناقد هشام فياض والكاتبة والناقدة فاطمة عبد الحى وأصوات نقدية أخرى متميزة شاركت باللقاء ولكن الشئ الذى صنع البهجة والدهشة باللقاء هو العرض المسرحى الذى تم تقديمة وشارك فى بطولته الكاتبة ذاتها بالإضافة الى مجموعة من صفوة المبدعين منهم الشاعر والفنان سامح هريدى، والشاعر الكبير أشرف البنا، والشاعر المتميز هشام الدشناوى، والإنسان الجميل والشاعر سامى سلوم، والشاعرة المتألقة أسماء كامل، والكاتبة مروة تليمة، والفنان محمد الوريث، وباقة أخرى من النجوم المبدعين لا اعرفهم بالإسم والحقيقة ان هذا التقديم المسرحى للمجموعة القصصيه لا يمكن ان يمر مرور الكرام فما تم تقديمه هو عرض مسرحى تجريبى مكتمل الأركان … ورفيع المستوى لا يستطيع ان يقدمه بهذا الشكل الراقى إلا شخص يمتلك ادوات الإخراج المسرحى مع روح الكاتب ولمسة الفنان … فتحولت المجموعة القصصية من مادة قراءة نمطية ومناقشة نمطية قد تكون احيانا (ممله) الى عرض مسرحى جذاب ومبهر نشر البهجة والسعادة فى ارجاء القاعة وفى قلوب الحاضرين فاستطاع حسام عزام ان يجمع بين قصائد شعر متنوعة لأشخاص متنوعين وبين آداء مسرحى لأجزاء من المجموعة القصصية وبين اللحن والغناء والموسيقى وبين حركة الفنان الشاعر والمطرب سامح هريدى داخل مساحة العرض الدائرية قادما من خلف صفوف الجمهور

المخرج المسرحي والشاعر حسام عزام
المخرج المسرحي والشاعر حسام عزام

وكذلك تحركات الكاتبة فى مساحة العرض و إلقاء نصوص من مجموعتها بأداء مسرحى جميل وبين تنوع الإلقاء وتنوع مستوى الأصوات بين شعراء وشاعرات وأدباء متفرقين فى ارجاء القاعة فبدا للسادة الحاضرين اننا أمام حالة نفسية متصلة فى موضوع العرض المسرحى فالسيناريو الذى تم ابداعة فى هذا العرض بين اشعار عامية وفصحى انطبعت بنفس النسيج النفسى للمجموعة القصصية وكأن غناء المطرب وعزف العود وإلقاء الأشعار كلها تنصهر داخل عالم الكاتبة التى يتم الإحتفال بها و قد تعجبت كثيرا حين قال أحد المشاركين بهذا العرض الرائع أن البروفة والتجهيز كانت ليوم واحد فقط وهو يوم العرض نفسة ..فكيف استطاع هذا المخرج مع مجموعة الأبطال المشاركين فى العرض ان يظهرو بهذه الدقة والتنظيم فى هذا الوقت القصير جدا رغم قلة الإمكانات المتاحة فلا يوجد ديكور او اضاءات او تجهيزات مسرحية متخصصة فكان الإعتماد على العنصر البشرى فقط ومساحة العرض بمنتصف القاعة..وان دل على شئ فيدل على عمق الصداقة وحالة الود والإنسجام والتفاهم بين هذا الفريق الذى أعتقد انه فريق خاص لا ينتمى الى نادى ثقافى معين لكنهم فى النهاية مجرد أصدقاء والحقيقة ان حسام عزام وضع نوادى الأدب وقاعات المناقشات الأدبية فى مأذق صعب فقد انكشف ان التقديم النمطى للأعمال ومناقشتها بالشكل المعتاد لم يعد قادرا على منافسة كاتب بروح فنان يملك ادوات المسرح ليقدم الندوة الأدبية بشكل مختلف يكسر رتابة الإعتياد والتكرار فيجمع بين النقد الأدبي والعرض الفنى وقد سبق له تنظيم مؤتمر عن القصة القصيرة فى مكتبة الزاوية الحمراء واول ما كان يلفت نظرك حين تدخل المكان هو شكل التقديم الذى خرج عن الإطار الكلاسيكى الى مساحات ارحب من الدهشة وروعة العرض مما يطرح سؤالا هاما هل يحتاج تنظيم المؤتمرات الثقافية الى مخرج مسرحى ام الى أدباء ونقاد فقط ..والإجابة يعرفها جيدا كل من حضر لقاءات قام بالمشاركة فى تنظيمها حسام عزام (المخرج المسرحى ) وختاما أقول اننى سعدت بحضور هذا اللقاء الفنى الأدبى المسرحى وان الكاتبة حظيت بيوم ناجح وباسلوب مميز لعرض عملها الأدبى والذى يتمناه كل اديب وان حسام عزام كان نجما لهذه الليلة التى تلألأت فيها نجوم عديدة من المبدعين والفنانين والشعراء والنقاد.

 

 

 

 

https://www.youtube.com/@ElgemelyAhmed

 

 

https://operamisr.com/2023/02/

 

أوبرا مصر ، أخبار ثقافية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى