دراسات ومقالات

أحمد سماحة يكتب: في المسألة النقدية

أحمد سماحة يكتب: في المسألة النقدية

 

“من دواعي المجد والخلود اللذين يتسم بهما الشعر، ذلك المركب من الفكر والفن، أن الشعوذة والتهريج لن يجدا لهما منفذا اليه، وان هذه المنطقة الجليلة الشأن سوف تظل طاهرة منيعة”.

“ماثيو أرنولد”
أما أن لنا أن يكون لدينا بعض المرتكزات التي تجعلنا نحدد مفهوماً واضحا للقصيدة العربية الحديثة خاصة بعد أن اصبحت هذه القصيدة كواقع رغم المعارضة والإلغاء.

إن معظم الدراسات والأفكار التي طرحت للتركيز علي بعض المفاهيم عجزت حتى الآن عن تأسيس قاعدة أو معادل نظري يمكن العمل من خلالهما على النص.

إن باب الاجتهاد مفتوح على مصراعيه فنحن إزاء فوضى النقد وتخبطه بين الرافد الشرقي والرافد الغربي ومحاولته إلواء عنق الإبداع العربي إلى مقاييسهما أو جره إلى لعبة “الوسطية” التي ينادي بها البعض.

إننا ازاء ذلك في حاجة إلى التأسيس لنظرية نقدية متماسكة تكون أقرب الينا لفهم وتطوير الشعر الذي كتب بلغتنا، ومن أجلنا، ويخوض في غمار مشاكلنا ويجسد احلامنا ويقول ما نريد أن نقوله.

* وهل يمكننا ان نقرب الخلاف حول أمور طال خلافنا فيها ولم نصل فيها حتى الآن إلى رأي إننا منذ أن نفضنا عن أنفسنا غبار الهزائم والسبات وبدأنا نصحو قليلا في نهاية القرن الثامن عشر.
ونحن نجد انفسنا غارقين في الثقافة الاوروبية وتأثيراتها الكبيرة علينا خاصة في الكتابة الشعرية والنقدية.

أنني بلا شك لا ا حلم حين اطرح سؤالي فنحن لدينا ركيزة نقدية بدءاً من القرن الثالث الهجري عبر أعمال ابن سلام، وابن طباطبا، والعسكري،

والآمري، والفرابي وقدامة، والجرجاني، والخليل بن أحمد، وغيرهم، ولدينا الرافد الأجنبي بدءاً من أفلاطون وارسطو ومرورا باليوت وريتشاردز، وأنولد، درانسوم، وكولردج.. الخ.

ولكن ما ينقصنا هو الطموح والجهد المتضافر لا العمل في زوايا متعددة وتبني مناهج وافدة بعينها أو الدفاع عن قضايا كيشوتيه من أجل المنفعة والحفاظ على الواقع.

لقد نقل لنا أكاديميونا بأمانة يحسدون عليها النظريات الأدبية والمناهج النقدية الأوروبية ولم ينسوا بالطبع نقل الصراع الدائر بين هذه المناهج، واشنغلوا وهم أيضا بالنقاش حول من يؤدون، وهم اقرب إلى المنهج العلمي الذي يستطيع أن يؤسس لنظرية نقدية حديثة تحول بها في النظر إلى شعرنا الحديث ونستطيع أن نفرز هذا الكم المطروح في ساحة الإبداع تحت مسمى الشعر وعباءة الحداثة.

أننا سنحتفي بأي ناقد يملك الجرأة والكفاءة على ذلك بعيدا عن كل المؤثرات اياها والساحة مفتوحة رغم ما قدم من اجتهادات هي بذاتها قاصرة عن الفراغ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى