منال رضوان تكتب قطوف وثمار في الفضائل والخصال
منال رضوان تكتب قطوف وثمار في الفضائل والخصال
– الصبر
من الخصال التي يتزين الإنسان بها وقد وعد الله عز وجل من يسلكون في طريق الصبر حسن الجزاء.. ومن الآيات القرآنية التي تحدثت عن الصبر وعظمت أجره..
“وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ” ﴿٤٣ الشورى﴾
“فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ” ﴿٣٥ الأحقاف﴾
“وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ” ﴿٤٥ البقرة﴾
“وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا … ﴿٦١ البقرة﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” ﴿١٥٣ البقرة﴾
“وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ … “﴿١٧٧ البقرة﴾
“وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” ﴿٢٥٠ البقرة﴾
“وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ” ﴿١٢٦ الأعراف﴾
“وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ” ﴿١٣٧ الأعراف﴾
“الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” ﴿٦٦ الأنفال﴾
“وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ” ﴿١٠٩ يونس﴾
“إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ” ﴿١١ هود﴾
“تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ” ﴿٤٩ هود﴾
“وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” ﴿١١٥ هود﴾
“وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ” ﴿١٨ يوسف﴾
– وفي منازل السائرين إلى الحق عز شأنه يقول عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي** (١٠٠٦-١٠٨٨) في باب الصبر:
الصبر: حبس النفس على جزعٍ كامن عن الشكوى، وهو أيضًا من أصعب المنازل على العامة، وأوحشها في طريق المحبة، وأنكرها في طريق التوحيد. وهو على ثلاث درجات؛ الدرجة الأولى: الصبر عن المعصية بمطالعة الوعيد، إبقاءً على الإيمان وحذرًا من الحرام، وأحسن منها الصبر عن المعصية حياءً.
الدرجة الثانية: الصبر على الطاعة، بالمحافظة عليها دوامًا، وبرعايتها إخلاصًا، وبتحصينها علمًا.
الدرجة الثالثة: الصبر في البلاء، بملاحظة حسن الجزاء، وانتظار روح الفرج، وتهوين البلية بعد أيادي المنن، وتذكُّر سوالف النعم.
وفي هذه الدرجات الثلاث نزلت: ” يأيها الذين آمنوا اصبروا” يعني في البلاء، “وصابروا” يعني عن المعصية، “ورابطوا” يعني على الطاعة.
وأضعف الصبر: الصبر لله وهو صبر العامة، وفوقه الصبر بالله وهو صبر المريد، وفوقهما الصبر على الله* – وهو صبر السالكين.
ويقول أبو سعيد الخراز *- في كتاب الصدق:
والصبر اسم لمعانٍ ظاهرة وباطنة، فأما الظاهرة فهي أربعة:
فأولها الصبر على أداء فرائض الله تعالى على كل حال، والرخاء والعافية والبلاء، طوعًا وكرهًا.
ثم الصبر الثاني، وهو الصبر عن كل ما نهى الله تعالى عنه، ومنع النفس من كل ما مالت إليه بهواها.
ثم الصبر الثالث، وهو الصبر على النوافل وأعمال البر،
أما الصبر الرابع، وهو الصبر على قبول الحق ممن جاءك به من الناس ودعاك إليه بالنصيحة…
ومما قال مولانا الإمام علي كرم الله وجهه في نهج الحكمة:
والصبر يُناضل الحدثان، والجزع من أعوان الزمان، وأشرف الغنى ترك المُنَ.
كما قال: الصبر صبران: صبر على ما تكره، وصبرٌ عما تحب.
وقد قال ابن عطاء السكندري في الحكم العطائية:
– إنما يؤلمك المنع؛ لعدم فهمك عن الله فيه.
وقال أيضًا:
– ليخَفِّف ألم البلاء عنك، علمُك بأنه -سبحانه- هو المُبلي لك، فالذي واجهتك منه الأقدار، هو الذي عودك حسن الاختيار.
وليس أفضل من أن نختتم بحديث شريف يؤكد على فائدة الصبر فعن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:
(رحم الله أخي موسى لو صبر لقص علينا الله من خبرهما ما شاء) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
…………
* أي الصبر على قضاء الله وقدره.
** أبو إسماعيل عبد الله الهروي الأنصاري ويُعرف أيضًا باسم أبي إسماعيل الهروي (١٠٠٦- ١٠٨٨) من فقهاء الحنابلة، وشيخ خراسان الكبرى، صاحب منازل السائرين وذم الكلام وأهله.
*- أبو سعيد أحمد بن عيسى الخرّاز، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري من أهل بغداد وتوفى ٨٩٩ م.