متسع من القهوة قصة- أسيد الحوتري الأردن
متسع من القهوة قصة – أسيد الحوتري الأردن
لا تنفك سلمى الصغيرة عن اللهو واللعب، وكانت أحبُّ ألعابها إليها حفلُ عشاء تقيمه على شرف دميتها المفضلة؛ دبدوبها الصغير، فتجلسه على المائدة، وتجهز له الوليمة، وتطعمه بيدها، وعند الانتهاء من الطعام، تُحضّر سلمى فنجانين من القهوة، له ولها، يحتسيانهما معًا متبادلين أطراف الحديث عن كلِّ ما هبَّ ودبَّ.
في الآونة الأخيرة، كثر اختلاط سلمى مع أترابها من الأطفال، كانوا جميعًا، ودون استثناء، يملكون أجهزة (آي باد)، يقضون بصحبتها جُلّ أوقاتهم، فتوسَّلت سلمى إلى والدها أن يشتري لها جهازًا كأجهزتهم، ولأنَّها آخر العنقود والسّكر المعقود، لم يستطع الوالد إلا أن يلبي الطلب، تغيرت عادات سلمى بعد اقتناء ال (آي باد)، فأصبحت ساكنة صامتة، مدمنة عليه، تقضي بصحبته الساعات الطوال.
انقضى شهرٌ كامل دون ظهور أية بوادر تشير إلى تعافي سلمى من إدمانها على هذا الجهاز المغناطيسي. وفي أحد الأيام وبينما كانت سلمى منغمسة في اللعب بجهاز (الآي باد)، شعرت بيد تشدها من الخلف، من طرف ثوبها، لم تُعِر الصغيرةُ الأمرَ اهتمامًا، لأنَّها كانت منشغلة بمشاهدة (فيديو كليب) أغنيتها المفضلة على (اليوتيوب).
ولكن هذه اليد شدتها بحزم و بإصرار مرة تلو مرة، وعندها التفتت سلمى بغضب إلى مصدر الإزعاج، وقعت عيناها على دبدوبها الصغير، يمسك بطرف ثوبها بيدٍ، ويرفع بالأخرى عاليًا فنجان القهوة.