أحمد جمعة يكتب قبلة
قبلة
قبلتان
ثلاث قبلات
في خلسة من الشمس خلف شجرة توت
والنيل المشاكس يمد أصابع عذوبته
في الجذور،
لم تعرف حبيبتي أن العصافير
تقلدنا خلف الأغصان
والمراكب المراهقة تتمايل بانتشاء
على أسرّة الموج
بعد كلّ آهة عابرة
للقلب،
قبلة رابعة
طارت معها العصافير/
غرقت المراكب/
وبين ركبتي عذوبته انكمش النيل،
حين انطلقت من عُمق حبيبتي
آهة خرساء،
لم تكن لذة حب
لكنّها رصاصة حرب أصابت
قلب غفوتنا..
حبيبتي السمراء
ربيبة الشمس
سيدة القمر..
تفتحت في مسامها ورود حمراء
ليبدأ موسم الشهداء،
لم تعرف حبيبتي
أن الليل يعلو بعد إراقة شفق النهار
أن ميلاد النهار شمس تخرج من آتون نار سوداء
أن أول الحب حمامتان تذبحهما كي ينام عيالها
وردتان يراق عطرهما على عتبة لقاء
قلبان يقدّمان طواعية قربانًا للفراق..
حبيبتي السمراء
تحت مظلة الدم تحتمي من وابل الرصاص
تغني نحيبا
وترقص بلا قدمين
رافعة شالها في وجه رياح الغدر
لأن عويل أطفالها المهروسين تحت البيادات
انطلق مكتوما
كي يصب قلب العالم
المدنس
بالشعارات!
حبيبتي السمراء ما عاد يمكنها خداع أطفالها،
لذا اشترت لهم في العيد
بزات عسكرية
وعبّأت مسدساتهم بالدماء،
ولأنها لسنوات
دربتهم على لعبة الحرب بمسدسات الماء
فهم الآن ماه
رون
بالقتل!