أخبار ثقافيةأخبار عاجلةالرئيسية

قريباً عن دار وعد للنشر والتوزيع كتاب “اعترافات وهلاوس” للدكتورة ايجان ايران

كتب : محمد عكاشة

يصدر قريباً عن دار وعد للنشر والتوزيع، كتاب “اعترافات وهلاوس”، للدكتورة ايجان ايران، وقد تم توقيع العقد اليوم مع الكاتب والشاعر الجميلي أحمد مدير عام دار وعد وعضو اتحاد كُتّاب مصر.

وموقع أوبرا مصر ينفرد بنشر بعض سطور الكتاب لإثارة التشويق لدي القراء وانتظار طباعة الكتاب علي أحر من الجمر .

انظر الي ذاتي اري ميتا يتنفس ، لم اعد ابحث عن اسباب ما فعلاه امي و اخي الاكبر بي و لماذا !

 اخبروني عندما فتحت عيناي علي الدنيا و عمري يوم واحد فتملكهم الجزع و الاحباط لانني لم اكن طفلة جميلة .. لم استكمل ساعاتي الاولي في هذه الحياة و اطلقت عليّ امي و عائلتها الاحكام ، نعتوني بالبشعة ..

قريباً عن دار وعد للنشر والتوزيع كتاب "اعترافات وهلاوس" للدكتورة ايجان ايران
قريباً عن دار وعد للنشر والتوزيع كتاب “اعترافات وهلاوس” للدكتورة ايجان ايران

اعتدت ان اتألم و ابكي حين استرجع هذه الاحساسيس واحدة تلو الاخري ، لا ادري حقيقة كيف بدأ الامر لكني بعد سنين مرت بدأ الام تلك الذكريات بالتلاشى و لم اعد ابكي ،

حينها اخبرني الطبيب النفسي اني مريضة بالاكتئاب الحاد و الميول الانتحارية .. فهل الجنون هو الطريقة الوحيدة لايقاف الالم النفسي المتراكم  !

هل انتم علي دراية بالمآسي التي تحدث في الروايات ، حين تكون الحياة خضراء، و في لحظة يصاب البطل بإنتكاسة و الاكتئاب يأكل خلاياه يوما بعد يوم و تبدأ الليالي الموحشة في السيطرة عليه ؟

لكن ماذا لو لم تكن الحياة خصبة من قبل ؟ لا تعرف ما هو الامل و الحب و الحنية منذ البداية ! بل و منذ عامي الرابع من العمر تعرفت علي معاني اخري ، كالتعذيب الجسدي و النفسي ..

ايهما الاكثر الما و شفقة ! فتاة ملئها الهناء و فقدته ، ام فتاة لم تعرفه من قبل ؟

*******

اتذكر بداية الامر كأنه البارحة ، لكن والدتي لم تكن لتعتقد انني لن انسي ما فعلته بي فالصغر ، اشعر بالاشمئزاز تماما حين اقول عنها أمي ، فهي لا تمت للامومة بصلة !

اتذكر كوني طفلة تحب اللعب بالاوراق و الاقلام ، لدي شغف مبهم بحب الادوات المكتبية ، لكن قضاء الله و حكمته نفذ بأن تكون تلك المرأة الشمطاء هي أمي ، لا احد يعرف ما هي علتها حتي الان و لماذا كانت تضربني في هذا العمر حين تراني العب ! كل ذنبي هو اني اردت اللعب بالاوراق !..

و لانها امرأة مميزة فكان ضربها مميز ايضا ، فكان يبدأ بتلقي ضربة في منتصف القفص الصدري لا يقوي جسم فتاة في الرابعه من العمر بتحملها فتفقد الوعي ، و الاكثر امتيازا هو حين افاقتي اري نفسي شبه عارية يكسوني فقط فانلة بيضاء و شورت قطني ابيض ، و مربوطة بحبل غسيل خشن من قدمي الي عمود الفراش و يداي مربوطتين .. لكن بكائي و صراخي لم يؤثر فيها ابدا ، كأنها لا تسمعني مطلقا !

غلطتي الاكبر حين بكائي هو تفوهي بجملة لم يكن من المفترض قولها .. ” سأقول لابي حين مجيئه ” ..

 

قريباً عن دار وعد للنشر والتوزيع كتاب "اعترافات وهلاوس" للدكتورة ايجان ايران
قريباً عن دار وعد للنشر والتوزيع كتاب “اعترافات وهلاوس” للدكتورة ايجان ايران

ياليتني لم انطقها و ياليتني اخبرته ! ..

 حيث اني لم اكن اعلم ان ربطي بالحبل شبه عارية سيستمر لمدة تسعة سنوات و كل ميعاد استحمام سيشوبه القوارص بالاصابع و الضرب ، و حتي يومنا هذا لا يوجد تفسير لافعالها المريضة ، و كأنها تستلذ بما تصيبني من تشوه نفسي و جسدي .

ما زلت اذكر مجئ ابي من عمله ليلا و ضربي لقدمي في الهواء من الفرحة و السعادة ، فبطلي يعود كل ليلة لانتشالي ، و المرأة الشمطاء تتحول في لحظة الي يرقة متعطرة ، فتحضر له الطعام الساخن و المجلس الحسن ، ثم يأكل ما يطيب له و يأتي الي مرتين ، مرة قبل ان يبدأ بالاكل و مرة بعد الانتهاء منه ليضعني بالفراش ..

اتعلم ان طريقة وضعه لي بالفراش كانت غريبة جدا ! .. كان يلفني باللحاف جيدا بل يضعه تحتي من اكتافي حتي اطراف اصابعي ، كأن الحنية شئ ملموس يمسكها بيديه الاثنتين و يلفني بها ، يحاوطني بها جيدا حتي لا ابرد ! حتي في ليالي الصيف !! كان رجلا قلبه هكذا .

بدأ القدر في اعطاء ابي ما يستحق من جمال و حب ، بدأ في تدبير له امرأة من اعظم النساء ، زوجة ابي ، حتي بت اؤمن انها اكرمهمن و افخمهن جميعن حين عشرتها .. سنكتفي بالقول عنها بالمرأة السلطانة .. فهي سلطانة قلبي و قلب ابي .

 اعلم انها قصتي لكن صدقوني لقولي هذا ، لم لاكون هنا الان لولا هذه السلطانة ..

لا تنظرواهكذا ، اجلس معكم منذ اسابيع لا اريد التحدث في هذه الجلسات العلاجية و اضطر لاستماع هرائكم جميعا ثم اذهب الي الغرفة ، الي عزلتي .. و حين اضطرني طبيبنا العزيز الجالس امامنا للكلام و اخباركم عن قصتي و للعلم اخباري هذا لن ينقص من بؤسي شيئا لكن لا احب هذه النظرات ابدا ..

هل استكمل ؟ اري وجوهكم تغيرت الي ما يفضله مجتمعنا المريض هذا ، الي ما امقته و ارفضه و احتقره و هو الفضول .. حسنا لنرضي فضولكم اذا .

العائلة و لمتها كل شهر ! عجبا لقد مضي حوالي الثالثة و العشرين عاما و مازلت اتذكر شقة جدتي والدة ابي في الدور الاول ، ف أبي هو الابن العاشر و الاخير و المدلل .. هذا قبل وفاة ابيه بالطبع  و هو في سن السادسة عشر ، لكن بعد و فاة ابيه حتي ممات ابي في سن الثامنة و الاربعين يمكنني القول انه الابن العاشر و الاخير و المدلل بل اطيبهم و اذكاهم و اغناهم ماديا ..

اتذكر كوني بلغت الخامسة اعوام و كل حين و اخر تتجمع ما يسموه بالعائلة في شقة جدتي ، منذ صغري و انا لا احب الذهاب ، و لا احب اليوم قبله و بعده !

 انام باكية بلا صوت افكر هل ستقرصنيو تضربني  في ظهري مجددا جدتي و الكل  منشغل فيما يفعله ؟ و بعد ان تقرصني انظر لها مدمعة العينين و هي خلفي تنظر بالجانب الاخر كأنها لم تفعل شيئا و لم اقدر ان انطق حرفا لابي العزيز عن ما تفعله بي  زوجته و والدته .

و لماذا تفعل معي انا هذا ؟ فالبيت يصبح مكتظا بالفتيات و الصبيان ، لا يمكنك ان تمشي خطوتين دون ان تتعثر في طفل ، لكنها تختارني انا .. .لماذا ؟

اتعلمون انا وجدت الاجابة الان ؟ هذا لانني مميزة فعلا ، موهوبة بشكل خارق ، مركز جذب لكل ما هو مؤذي نفسيا ، شيئا اخر يحدث صباح يوم اجتماع العائلة ، و هي تمشيط المرأة الشمطاء لشعري .

وهب لي الله شعر اسود كثيف و طويل كذيل الحصان ، تموت عليه الفتيات و يحترق فيه الصبيان ، لكن كان به عيبا واحدا ، أن خصلة شعري لم تكن ناعمة ، هل لتصدقون ان قلت لكم انها كانت تكمن الغيرة من كثافة و سواد هذا الشعر ؟ .. فعلا ، ابي اخبرني بهذا ذات يوم في ليلة شتاء غير منسية .

اراكم ملتصقين بمقاعدكم و لم تذهبوا لتناول الغذاء الذي تمارسون عليع غريزتكم الحيوانية عليه بالرغم من انتهاء الجلسة الجماعية ، حسنا سأستكمل اذا ..

 

 

 

 

 

 

 

أوبرا مصر ، أخبار ثقافية ، أخبار عاجلة ، الرئيسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى