بقلم/ حسام عبد القادر مقبل
“الحياة ذكريات جميلة وحزينة، سعيدة ومؤلمة، قد تكون مليئة بالإنجازات، أو بالإخفاقات.. وتبقى الصورة هي التي تسجل هذه الذكريات وتحتفظ لها لتصنع تاريخنا”.
ليلى الحسيني.. أميرة الأثير العربي في أميركا
في عام 2013 أخبرني صديقي الكاتب الصحفي محمد عبد الظاهر أثناء زيارته لي بمكتبة الإسكندرية أن له صديقة إعلامية عربية أمريكية تود عمل حوار عن مكتبة الإسكندرية، ومعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب بصفته حدث ثقافي عربي دولي مهم، رحبت بالطبع، وجاءني صوت ليلى الحسيني على التليفون حيث أجرينا الحوار لراديو صوت العرب من أمريكا الذي أنشأته ليلى، وانتهى حوارنا الإذاعي، ولكن بدأت صداقتنا من وقتها وإلى الأبد إن شاء الله.
وليلى الحسيني من السيدات التي يمكن أن نطلق عليهن دون مبالغة المرأة الحديدية، أو سيدة بمئة رجل، فهي قصة كفاح كبيرة بذلت فيها من الجهد والعرق ما تستحق عليه تقديرا عالميا، وقصة نجاح كبيرة داخل بلاد العم سام يفخر بها أي عربي.
واستحقت عن جدارة تسجيل رحلتها الإعلامية كمؤسس لراديو صوت العرب من أمريكا وتوثيقها في “المتحف العربي الأمريكي” ضمن شهر “التراث العربي الأمريكي”، خلال أبريل الماضي، وهو إنجاز رائع جدا، وقام المتحف بتسجيل مقابلة مع الحسيني، شرحت فيها قصة نجاحها، وذلك ضمن المجموعة الدائمة للتاريخ الشفهي بالمتحف (AANM) الذي يضم قصص حياة رواد الأعمال الأمريكيين العرب، بما في ذلك تجارب طفولتهم ومراحل تعليمهم، والهوايات والمشاركة المجتمعية، والكثير من جوانب حياتهم الخاصة التي نسجوها بين وطنهم الأم والولايات المتحدة الأمريكية.
ولمن لا يعرف فالمتحف العربي الأمريكي هو المتحف الأول والوحيد من نوعه في الولايات المتحدة، والمخصص لتسجيل التاريخ والثقافة العربية الأمريكية، ويقع في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان.
استطاعت الحسيني من خلال راديو “صوت العرب من أمريكا” أن تضع بصمة مهمة في المجتمع الإعلامي العربي الأمريكي، وحصدت على كثير من الجوائز والتكريمات من مؤسسات إعلامية أمريكية تقديرا لجهودها في تطوير الإعلام المهجري، وفي عام ٢٠١٨ حصلت على ثلاث تكريمات هامة كانت حصيلة لكفاح طويل في عالم الصحافة الأمريكية منها جائزة “درع قيادة المجتمع” وهي جائزة تُمنح لمن تتوفر فيهم صفات التميز والقيادة في مجتمع الجالية العربية في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت من مؤسسة الحياة للإغاثة، وأيضا اختيرت من قبل قناة الحرة لتكون أحد الشخصيات ال ٢٦ في برنامج وثائقي لقصص ملهمة لمهاجرين عرب أمريكيين، من خلال عرض قصص كفاحهم وتحديهم للواقع، كما تم اختيارها من قبل منظمة “أميركان إسلام” لتكون ضمن كتاب يسلط الضوء على قصص نجاح المسلمين من المهاجرين في أمريكا بعنوان “مشروع قصص أمريكية” ويهدف الكتاب إلى إبراز قصص نجاح لشخصيات أمريكية مسلمة لتحقيق فهم أفضل عن الإسلام وانجازات المسلمين في أمريكا وبناء الجسور مع الجاليات الأخرى من المهاجرين خارج ما يروج له عن سوء فهم للقيم السمحة للدين الإسلامي وللمسلمين في أمريكا وحول العالم.
كما حصلت ليلى على لقب سيدة الأعمال الأولى في العمل والريادة في نوفمبر 2015، وهي فعالية تقام سنويا برعاية منظمة عربية أمريكية عريقة هي “مجلس المرأة العربية الأمريكية للأعمال والشؤؤن التجارية”.
وهي حائزة أيضا على جائزة الصحافة من مؤسسة “ويسترن وين كاونتي” للنساء المتميزات في حقل الصحافة في عام 2012، واختيرت كسفيرة للنوايا الحسنة عن عملها في الإعلام المهجري وحقوق المرأة من قبل منظمة الاتحاد البرلماني المتعدد الأغراض بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والاتفاق العالمي للأمم المتحدة في ٢٠١١، وحصلت أيضا على تكريم من منظمة التسامح والسلام للمساهمة في العمل الانساني ونشر وتعزيز قيم التسامح والسلام في المجتمع العربي والدولي.
ومن الصعب أن أعرض انجازات ليلى الحسيني في الجالية العربية الأمريكية لأن هذا يتطلب سلسلة مقالات وقد يكون كتاب كامل، ولكني أتحدث عنها من خلال رؤية شخصية، لسيدة مكافحة، الجدعنة والشهامة صفتان أساسيتان من صفاتها تجعل كل من يتعرف عليها يتمسك بصداقتها، تخفي دائما معاناتها وآلامها ومشاكلها وتبتسم لكل من تقابل دون أن يشعر بكم المتاعب التي تعانيها.
ورأيت بنفسي مقدار المحبة التي تتمتع بها ليلى داخل الوسط العربي الأمريكي وشعبيتها الجارفة، عندما زرتها في أمريكا عام 2015 وهي من الزيارات التي لا تنسى وكتبت عنها في كتابي “غاوي سفر” ووقتها أجرت معي ليلى حوارا لمدة ساعة كان مدة حلقتها على الهواء مباشرة، وكان من أروع اللقاءات التي أجريت معي، والجميل أننا حتى قبل أن نبدأ البرنامج بدقائق لم نعد أي أسئلة، وجاء الحوار ارتجاليا بالكامل، والتقطنا الصور التذكارية قبل اللقاء وبعده، والمرفقة مع هذا المقال.
ولكني أيضا أجريت معها حوارا صحفيا، مثلما فعلت هي معي حوارا إذاعيا، ولكني أجريته معها في الإسكندرية عندما زارت مصر، واستطاعت في زيارتها كعادتها أن تحظى بشعبية كبيرة وسط الأصدقاء، فهي دائما لها شعبية كبيرة وسط كل من يتعرف عليها، ويبدو أنها سترشح نفسها لانتخابات الرئاسة الأمريكية الدورة القادمة، وتكون أول سيدة عربية تتولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ولما لا فما نقوله الآن كحلم قد يكون حقيقة في المستقبل القريب.
أفتخر بصداقتي بليلى الحسيني، وأعتز بكثير من اللقاءات التي جمعتنا معا سواء في أمريكا أو بالإسكندرية، والتي ستتكرر بكل تأكيد، وقد يكون اللقاء القادم في كندا.
حسام عبد القادر مقبل – صورة في حدوتة