أخبار عاجلةدراسات ومقالات

صورة في حدوتة

الدكتورة دلال مقاري.. إبداع متجدد وطاقة إيجابية رائعة

بقلم/ حسام عبد القادر مقبل

“الحياة ذكريات جميلة وحزينة، سعيدة ومؤلمة، قد تكون مليئة بالإنجازات، أو بالإخفاقات.. وتبقى الصورة هي التي تسجل هذه الذكريات وتحتفظ لها لتصنع تاريخنا”.

الدكتورة دلال مقاري.. إبداع متجدد وطاقة إيجابية رائعة

تربطني بالصديقة العزيزة الدكتورة دلال مقاري باوش العديد من الصور، ليس فقط الصور التي اعتدنا تصويرها في اللقاءات والمناسبات وهي موجودة، ولكن أيضا الصور الذهنية الجميلة، فيكفي الحوار مع دلال مقاري مع الاحتفاظ بالألقاب، لكي نبدأ في عصف ذهني رائع يجمع صورا ذهنية مهمة مع طاقة إيجابية رائعة.

كيف تفعل ذلك دلال؟ ليس لدي إجابة واضحة، ولكنها تفعله بجدارة، فهي فنانة شاملة ومبدعة متعددة المواهب، فهي تكتب القصة والشعر، وترسم لوحات مختلفة في المدارس والطبيعة، ومتخصصة في فن الكولاج، وفنانة مسرح، وخبيرة في فن خيال الظل وتعالج بالموسيقى وبالدراما، وغيره من المواهب المتعددة التي صعب أن تتجمع في شخص واحد، وفوق كل هذا وذاك متواضعة جدا.

في 2003 انشأت دلال مقاري معهد دراما بلا حدود بألمانيا، ومجرد أن أذكر معهد دراما بلا حدود، تستعرض ذاكرتي على الفور رحلة كفاح طويلة مليئة بالتحديات والانجازات، رحلة قادتها دلال مقاري باوش بجدارة، على مدار عشرين عاما، استطاعت فيها دلال أن تحفر في الصخر وأن تجعل من معهد “دراما بلا حدود” مؤسسة ثقافية لها وجود دولي تنطلق من ألمانيا، وتلقي بأشعتها إلى كل أنحاء العالم.

لا أستطيع حصر الأعمال التي قدمها معهد دراما بلا حدود، ولن أتمكن من استعراضها لأنها لا تحصى ولا تعد، فمعهد دراما بلا حدود لم يقدم فقط خدمات للفئات المهمشة، أو العلاج بالفن، أو ورش عمل للاجئين، أو للمهاجرين غير الشرعيين، أو ورش العمل والمسرحيات والأفلام القصيرة، والمعارض، ولكن كانت هناك رسالة مهمة للمعهد، وهي بناء البشر، فقد كان له الفضل في تبني مواهب وصقلها وتقديمها للمجتمع، ليس هذا فقط بل وتنمية المبدعين ودعمهم لكي يستمر إبداعهم ويواصلوا رسالتهم.

إن بصمة معهد دراما بلا حدود ود. دلال مقاري على الإنسان هي إرث إنساني لا حدود له، وأثره الطيب في نفوس مئات بل آلاف من البشر، والآن والمعهد يحتفل بمرور عشرين عاما على إنشائه أشعر بالسعادة أني أحد المتعاونين معه، وأني شاهد عيان على كثير من الإنجازات التي تمت، والتي ستستمر وتزيد بإذن الله.

ومن الصور المهمة التي تجمعني مع دلال مقاري، هي صورة لم نلتقطها معا، بل هي صورة غلاف كتابنا “رسائل من الشاطئ الآخر” هذا الكتاب الذي أعتز به كثيرا، واعتبره نقلة كبيرة لي في رحلتي الصحفية وكتاباتي، وهو كتاب لم نتعمد كتابته، فكانت رسائل متبادلة بيننا بها دعم معنوي وطاقة ايجابية كما أوضحت تبثها لي دلال من ألمانيا عبر رسائلها لي وأنا في كندا، حيث كنت حديث العهد بشعور الغربة، فكانت حواراتنا مهمة جدا لي على المستوى الشخصي وترفع من روحي المعنوية.

وفكرنا بعدها أن ننشر هذه الرسائل في جريدة، ووقع الاختيار على جريدة الرأي الأردنية بعد تشجيع صديقي العزيز حسين دعسة مدير تحرير الجريدة، وهكذا كانت تنشر الرسائل كل يوم جمعة لتتحول بعدها إلى كتاب يؤرخ لهذه الرسائل التي تتحدث عن الغربة وعن اختلاف الثقافات وطبيعة المجتمعات الغربية، يصاحب كل رسالة لوحة من لوحات الكولاج لدلال مقاري.

عندما أفكر في صوري التذكارية مع دلال مقاري، أعلم أن أفضلهم هي صور لم نلتقطها بعد، وقد يأتي الوقت الذي نلتقط فيه هذه الصور، لتكون ذكرى جديدة وتسجيلا جديدا لمرحلة من حياتنا.

حسام عبد القادر مقبل –  صورة في حدوتة

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى