أخبار عاجلةدراسات ومقالات

د. حسين عبد البصير يكتب محمد صلاح وممنون الأصغر

ظهر اللاعب العالمي والفرعون المصري محمد صلاح بجوار أحد التماثيل المصرية القديمة الضخمة والجميلة والشهيرة في المتحف البريطاني في لندن.

ما هو هذا التمثال؟ وما هي قصة هذا التمثال؟ وكيف خرج هذا التمثال الضخم من مصر إلى إحدى قاعات المتحف البريطاني في لندن؟

هو تمثال ممنون الأصغر. وهو أحد تمثالين ضخمين كانا يحيطان بمدخل الرامسيوم، المعبد الجنائزي الخاص بالملك رمسيس الثاني في الأقصر. ويصور التمثال الملك يرتدي غطاء رأس المعروف باسم “نمس”، وتعلوه حية الكوبرا الملكية. وما يزال رأس التمثال الآخر موجودًا في نفس المعبد. ويبلغ طول التمثال 2.7 متر وعرضه 2 متر (من خلال الكتفين). ويزن 7.25 أطنان. وقد تم نحته من كتلة واحدة من الجرانيت. وتنظر عينا التمثال إلى الأسفل أكثر قليلاً من المعتاد.
حاول رجال نابليون نقله إلى فرنسا عام 1798. وقام القنصل العام البريطاني في مصر هنري سولت بتكليف المغامر جيوفاني بلزوني عام 1815 بنقل التمثال إلى بريطانيا. وباستخدام المهارات الهندسية، سحب مئات العمال التمثال على بكرات خشبية بالحبال إلى ضفة نهر النيل المقابلة للأقصر. ومع ذلك، لم يكن هناك أي قارب متاح لنقله إلى الإسكندرية، ولذلك قام بلزوني برحلة استكشافية إلى النوبة، وعاد بحلول أكتوبر. ومع احتمال وجود جامعي آثار فرنسيين في المنطقة أيضًا للحصول على التمثال، أرسل بعد ذلك عمالًا إلى إسنا للحصول على قارب مناسب. وفي تلك الأثناء، أجرى المزيد من الحفائر في الأقصر. وأخيرًا، قام بتحميل نتاج تلك الحفائر، بالإضافة إلى تمثال ممنون، على ذلك القارب. ووصل إلى القاهرة في 15 ديسمبر 1816. وطلب منه سولت تفريغ جميع الحمولة باستثناء تمثال ممنون، والذي تم إرساله بعد ذلك إلى الإسكندرية ثم إلى لندن.
وصل تمثال ممنون، الذي ذكره شيلي في قصيدته الشهيرة باسم “أوزيماندياس”، عام 1818 إلى ويموث في ديبتفورد. وفي لندن، حصل على اسمه “ممنون الأصغر”، نسبة إلى “ممنونيوم” (الاسم الكلاسيكي للرامسيوم، والتمثالان الموجودان عند مدخل المعبد الجنائزي لأمنحتب الثالث وكانا مرتبطين بممنون في العصر الكلاسيكي، وما يزالان يُعرفان باسم تمثال ممنون العملاق).
حصل المتحف البريطاني على التمثال لاحقًا من سولت في عام 1821. وتم عرضه لأول مرة في معرض تاونلي القديم (المهدم الآن) لعدة سنوات، ثم تم تركيبه (باستخدام الحبال الثقيلة ومعدات الرفع وبمساعدة المهندسين الملكيين) في عام 1834 في معرض النحت المصري الجديد (الآن الغرفة رقم 4، حيث يوجد الآن). وكان الجنود يقودهم أحد قدامى المحاربين في واترلو، الرائد تشارلز كورنواليس دانسي، الذي كان أعرجًا من جرح أُصيب به آنذاك، ولذلك جلس أثناء قيادتهم. وعند وصوله إلى المتحف البريطاني، كان أول قطعة فن مصري يتم الاعتراض بها. وهو القطعة رقم 19 في جناح آثار مصر القديمة.
هذه باختصار هي قصة تمثال ممنون الأصغر الذي التقط صورة جميلة أمامه لاعب كرة القدم المصري العالمي والفرعون المصري النجم محمد صلاح سفير الرياضة المصرية في العالم أجمع.

د.حسين عبدالبصير
عالم الآثار المصرية ومدير متحف الآثار-مكتبة الإسكندرية

أوبرا مصردراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى