عبد العزيز عواملة يكتب الرابعة وخمس دَقائق ، الثامن عشر من أيلول
الرابعة وخمس دَقائق ، الثامن عشر من أيلول
مَضى صيف بأكمله لم أحاول الخروج به للقاء
صديق أو للمشي سريعاً تحت حبل غسيل يقطر
وترتطم قطراته بخفة فوق رأسي !
أنا الآن أحاول أن أجفف ما بقلبي من صبيب عَرق
وأقضم كل لحظة هذه الكثافة من الجلد الميت
على حواف أظافري وأبتلعه ،
أحاول أن أقلب في حواسي ، أحاول تقشير هذه
الملامح أحاول هضمي ، لكنني أبتلع شخصاً
غيري !
أنا حقاً لا أسمع ولا أدرك سر انطفاء الناس من
حولي ..
أمشي بينهم بلا لون بضوء يَرمش كل لحظة
ويرتجف!
أحاول ترتيب الماء في حلقي لابتلاعهم على مهلٍ
أحاول تكثيف الصمت في أُذني
ولا أسمع سوى صوت قرقعة صحون تتكسر
بوقعِ خَطواتهم !
أنا فقط أحاول تشتيت هذا الظل عن يأسي
وتجربة شَنقه بِخيط يَنسل من طرف قميصي
أحاول أن أقول لمن حولي دعوه يمر لأمر طارئ ،
دعوه ليحمل انطفائه وهذا الزيت القليل في
قلبه !
دعوه يمر دعوه يعمل ، دعوه ليبذر هذا الأسفلت
ببذور عباد الشمس دعوه لينام ويحلم ويصبح لقمة
يابسة ويكتب قصصاً تافهة
دعوه ليتأمل حطامه قليلاً ويشعر بلسعة
الشاي فوق لسانه !
دَعوه ليمر بمصابيح تَومض وتطفئ في طقس
ممطر وعاصف ” دعوه ليكتب وليشعر بالأموات
يعودون أحياء من حوله !
الرابعة وعشر دقائق “ثَمةَ تثاؤب ويقظة بينهما
والحركة ذاتها لكل منهما ، والإيقاع نفسه والطريقة
ذاتها بالمشي ، ثَمةَ من يعبر الآن فوقي
ولا أشعر أنني في عتمة تنضح لمرور ضوء خجول !