أخبار عاجلةالرئيسيةدراسات ومقالات

منال رضوان تكتب عبارات الكيان الاستعمارية شديدة الجاهزية

ألفت إسرائيل ترديد حزمة من العبارات المحفوظة والتي تبدو وكأنها سابقة التجهيز؛ في سبيل اللجوء إلى فرض سياسية الأمر الواقع والاستمرار في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية الاستيطانية، مستعينة بهذه العبارات الغريبة والملتبسة دائمًا!!
فنجدهم على سبيل المثال يرددون عبارات، “الأرض لنا من النيل إلى الفرات” أو ” أرض الموعد” أو “معاداة السامية” وغيرها من عبارات تبدو وكأنها قنابل شديدة الجاهزية يلقونها لتنفجر في وجه الآخر مجرد كونه يخالف قناعاتهم ومواقفهم المحملة بالعداء للجميع!!
والآن في ظل الظرف الراهن بات لزاما علينا إعادة قراءة هذه العبارات والتأكد من أن أطماع هذا الكيان لم تتغير، وإنما فقط تتراجع لبعض الوقت؛ ليعود بخطة جديدة، وهو الأمر الذي لم يغب عن مصر طوال العقود العشرة الماضية.
وفي إطار تحديد العلماء لمسار تصاعد أطماع الكيان الصهيوني في الأراضي التي يخطط للاستيلاء عليها، يمكننا استجلاء بعض الأمور من خلال تحليل شفرة هذه العبارات الكاذبة والتي تحمل بين طياتها الكثير من بنود مخططاتهم، ومن أشهرها:
(الأرض لنا من النيل إلى الفرات)
كثيرا ما ردد الكيان الصهيوني هذه العبارة الاستعمارية البغيضة، وبتحليلها قد نتسائل لماذا الإصرار على ذكر النيل والفرات من دون ذكر العواصم أو المدن، ولماذا لم يقوموا بتغيير أسماء الأنهار كما يفعلون مع المدن التي يحاولون طمس هويتها؟
إن هذا الكيان يعلم أن التحكم في مصادر المياه يمكنه أن يصنع جغرافيا جديدة؛ وعليه يتم إنشاء واقعهم الاستيطاني الذي يحلمون به، وفي سبيل ذلك أقروا بعض القوانين التي تكفل لهم التحكم في مصادرها.
وقد بدأت المؤامرة على المياه منذ تفاوض اللورد “كرومل” في العام ١٩٠٣ لتحويل مياه النيل إلى صحراء سيناء تمهيدا لتوطين المهاجرين، هذا الأمر الذي حاول بن جوريون التأكيد عليه بقوله ” إن اليهود يخوضون اليوم مع العرب معركة المياه، وعلى مصير هذه المعركة يتوقف مصير إسرائيل، وإذا لم تنجح هذه المعركة فإننا لن نكون في إسرائيل”
وبعد فشل مخططاتهم في الإستيلاء على سيناء بشكل تام وجعل حيازتهم غير المشروعة، حيازة هادئة مستقرة، حرصت إسرائيل عقب الاستيطان اليهودي في فلسطين، على تشييد المستوطنات بالقرب من مصادر المياه، ورغبة منها في التأكيد على هذا التوجه فقد أصدرت قانون “ملكية المياه”، والذي نص على أن جميع المياه المتوافرة في أرض فلسطين هي ملك لدولة (إسرائيل) وتم ذلك من خلال خطوات أربع هي:
– التخطيط والتحضير
وهي مرحلة بدأت قبل وأثناء الفترة التي أبرم فيها وعد بلفور وتزامنت والترويج لفكرة الاستيطان وأكذوبة أرض الموعد التي ألفوا الترويج لها.
– الاستيطان
وهي المرحلة الممتدة بين وعد بلفور وقيام إسرائيل. وأبرز سمات هذه المرحلة مطالبة الكيان الصهيوني بضم منابع أنهار الأردن وجبل الشيخ والليطاني إلى حدود إسرائيل، وفيها حاول عرابهم الأول “حاييم وايزمان” الترويج لذلك المشروع أمام مؤتمر السلام في باريس عام ١٩١٩.
– السيطرة والتحكم
بدء بسط النفوذ عبر الاعتداء على حدود دول الجوار وضم مياه جديدة في الأردن والحاصباني وبانياس، ثم نهر الليطالي في عام ١٩٧٨، وهي الفترة أيضا التي أقامت فيها ما يعرف بالحزام الأمني.
– التمركز والاستقرار
هذه المرحلة الرابعة والأخيرة وفيها لم يقم الكيان بأي عمليات عسكرية باستثناء عملية سلامة الجليل ١٩٨٢.
ولذا فمن الواضح أن مشكلة المياه هي المعضلة الأكثر أهمية؛ كما أكد شيمون بيريز في أحد تصريحاته قائلا:
” إذا تم التوصل بين إسرائيل والأطراف العربية إلى اتفاق على الأرض، ولم يتمكن من الاتفاق على المياه فسنعتبره اتفاقا ليس حقيقيا”
ولهذا طالبوا -أكثر من مرة- بحق توزيع المياه العربية في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يمكننا أيضا من فهم سبب ضلوعها وتدخلها بأشكال عدة في مسألة “سد النهضة” ضمن محاولاتها الاستيطانية غير المقبولة، غير أنه علينا الاعتراف بأن مجابهة ذلك الكيان الاستعماري تستلزم منا دراسة قناعاته الزائفة وكشفها.

منال رضوان كاتبة وناقدة – عضو اتحاد كتاب مصر

أوبرا مصر – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى