الأديب عبد الزهرة عمارة يكتب أرجوك طلقني
أرجوك طلقني
طلقني أرجوك؛ من الصعب أن أستمر معك وأنتَ عقيم! طلقني أرجوك
ــ وأين الحب يا ليلى ؟
ــ لا معنى للحب وأنت عاجز عن الإنجاب … هي الحقيقة يا
سيف.
ــ وهل هذا هو المعيار لديك … أيــن المواعيد ؟
أيــن ذلك الذي بيننا بل أيــن الأخلاق ؟
ــ انتهى كل شيء .. لقد خدعتني !
ــ أنا لم أخدعك .. لست المسئول عن ذلك.
ــ من المسئول يا ترى ؟
ــ الله
ــ لا تتهرب … كان الأجدر بك أن تصارحني قبل الزواج
ــ صدقيني لم أعرف ذلك ألا بعد الزواج
ــ ما أكثر الأكاذيب هذه الأيام.
ــ أنت امرأة غريبة
ــ انتهت ثلاث سنوات عجاف من عمري معك وحان الآن أن أضع حدا لهذا الزواج الفاشل بكل
المقاييس …. لم تعد أعصابي تتحمل أكثر من ذلك
ــ إذًا ما الحل ؟
ــ طلقني … هو الحل الأفضل
ــ لكنني أحبك
ــ دع الحب جانبا
ــ آه
ــ بربك هل تفهـم معنى الأطفال ؟ … هل تفهم
معنى كلمة ماما وبابا ؟
ــ هذه الكلمات تسري في عروقي وفي دمي أنا أيضا لكن ما العمل ؟
هذا قدري في الدنيا وهذه مشيئة الله .
ــ لقد خدعتني
وكفى أرجوك طلقني
ــ اعتبر هذا أخر كلام
ــ نعم
ــ سأتنازل لرغبتك
عض سيف شفته السفلى بقوة حتى كاد أن يمزقها وتذكر ذلك
اليوم الذي تعرف فيه إلى ليلى .
كان سيف في المرحلة الثالثة من كلية الآداب، على قدر من
الوسامة، شاب متوسط القامة، باسم الوجه، لطيف المعشر رياضي البدن دمث الأخلاق
تعرف إلى ليلى زميلته في الكلية في المرحلة ذاتها وسرعان ما نشأت بينهما قصة حب عاصف لقد جذبته ليلى برشاقتها
المتناهية وملاحتها الطازجة ووجهها الخمري وجسمها الناضج الذي يبرز مفاتنها بعمق أكثر من خلال فستانها الأصفر الرقراق .
عاش سيف أسير عيونها الخضراء التي سحرت قلبه بدون
استئذان حتى يوم الطلاق .
عاش معها ثلاث سنوات حلوة لكنها تعكرت أخيرا بعد ما علمت
بعدم قدرته على الانجاب؛ لذلك طلبت منه الطلاق ..
وأخيرا طلقها غير آسف عليها …
استشار طبيب ونصحه بأخذ أدويه تزيد من عدد الجسيمات
المنوية وفعل ذلك وتزوج من عفاف .
وبعد مرور ثلاث سنوات لم يحصل على انجاب وطلبت عفاف منه
الطلاق وطلقها بسرعة …
شعر سيف بالحزن والألم لكنه لم ييأس من روح الله فصمم ان
يعالج نفسه خارج العراق فسافر الى ايران وكانت النتيجة ان نسبة نجاح العملية 15%
وعزف عن اجراءها ..
لكنه لم ييأس غادر الى تركيا وكانت نسبة العملية 20%
وعزف عن اجراءها .
وأخيرا غادر الى الهند وكانت نسبة النجاح 80% اطمأن قلبه
وباشر بأجراء العملية …
نجحت العملية وبعد سنة تزوج من عالية … وبعد مرور
ثلاثة اشهر ظهر الحمل .
استبشر خيرا وجاء يوم الولادة وكان سيف خائفا ..
ولدت عالية توأم ….
لم يصدق عينيه عندما رأى الطفلين في المهد ….
شكر الله كثيرا ….
وخلال ثلاثة أعوام اصبح لديه ستة أطفال فكل عام كانت
عالية تلد له توأم
وجاءت ليلى تطلب منه الزواج لكنه رفضها … قائلا
ـــ تتركيني بالأمس وانا أعيش تعاسة الحياة وجئت اليوم
وانا أعيش حلاوة الحياة … لا مكان لك في قلبي بعد الان .. انصرفي ….