مي مختار تكتب أنامل الأحلام
في زاوية الحجرة تلهو الصغيرة بعروستها المصنوعة من القماش الملون تراقب الأحداث من حولها في صمت وتترقب المجهول ، ذاكرتها البكر تختزن الكثير من الحكايات ، هي والعزله عاشقان لايفترقان، عنيدة، ذكية ، تناقش وتجادل وتحاور وتراوغ ، أسألتها تنبيء بنضج مبكر ، التقطت أقلامها الخشبية الملونة وغازلت كراسة الرسم ، استدعت الاحلام فوق الكراسة ، خيالها يرسم مشاهد جميله وحروفا بلغة مجنونة ، انامل صغيره ترسم أحلام كبيرة ، تحاور عروستها الساكنة في حضنها … ” هيا ياعروستي نرسم سويا أحلامي ، أحلام لم يسبق لأحد رسمها ولنرسم حروفا لم يعرفها إنسان من قبل ، لم ترسم فارسا يمتطي حصانا أبيض ، ولاقصرا مطلا علي البحر جدرانه من الذهب ونوافذه مزينة بعناقيد الفل، ولاحديقة من الزهور تُحلق فوقها فراشات ملونة ، رسمت حروفا بلغة غريبة غير مفهومة .. ..حاورتها عروستها ” أي لغة ترسمين ” ؟
أجابت ” من يعرف أحرف لغتي المجنونه هو فارسي المنتظر ، هو الحلم ” .. همّت بالرسم في الصفحة المقابله وسقط القلم الخشبي من بين أصابعها فجأه ولمعت عيناها بالدموع، سألتها عروستها ” دموعك ستخلط الألوان بعضها ببعض ستفسدين حروف حُلمكِ، رسمك جميل فلماذا تبكين؟
” .. أجابت ” أبكي لأني أشعر بوقع خطواته خلفي تقترب وبين الخطوة والخطوة مسافات بعيدة وعوائق وحواجز ، وحتى يصل إليّ ربما اكون ذُبلت كالوردة أو أكون اقتربت من النهاية ، هو حلم ياعروستي ويكفي أنه حلم جميل “