أخبار عاجلةساحة الإبداع

الشاعر عبد الله الخولي يكتب حوارٌ معَ تمثالِ ملك

في وجهك الصخريِّ ألفُ حكايةٍ
كيفَ استطعتَ بهذهِ النظراتِ؟!
تَروِي لنا الأمجادَ في تاريخها
رغم الشبابِ الناضرِ القسماتِ!
***
كيفَ استطاعَتْ هذه البسماتُ في
فمكَ الضحوكِ تظلُّ تصحو لا تنامْ؟!
مضتِ القرونُ وأنتَ تسخرُ هازئاً
من موتكَ المشهودِ في وسطِ الزحامْ
متجلدًا رغمَ المآسِي كلِّها
وتكلمُ الدنيا بلا صوتِ الكلامْ!
والنيلُ في جريانِه لمَّا يزلْ
ينسابُ في وقتِ الحروبِ كما السلامْ
قدماكَ.. قد شهدَ الوجودُ.. تكسَّرتْ
من تحتها في بغيها كلُّ السهامُ
ليظلًَ مُلكك في الوجودِ مُخلَّداً
تختالُ مصرُ به على كلِّ الأنامْ!
***
في وجهِكَ الصخريِّ كلُّ مشاعرٍ
تبدو على عينيكَ بل حتى الشفاةْ
وكأنها انتظرت قرون حياتنا
تمضي لترجعَ أنتَ وحدكَ للحياةْ
***
مرَّ الزمانُ وأنتَ فينا واقفٌ
عيناكَ ساهرتانِ حارستانِ
تريانِ ماضينا وحاضرنا معاً
لله درُّك منهما عينانِ!!
***
الكونُ حولكَ في حِراكٍ دائمٍ
لكنْ وقوفُكَ فاقَ كلِّ حراكْ
فالكلُّ يعملُ كي يطاولَ «بعضَ» ما
حققتَ من مجدٍ سبا الإدراكْ
الآن تبصرُ نيلنا يجري كما
قد كان في العهدِ القديمِ يراكْ
***
أولا ترَى النيلَ البهيَّ مُحمَّلاً
بالخيرِ يَروِي الأرض في الآفاقْ
يزهو بطيبِ حياتنا مُتفَاخرًا
بصيانة الأعراضِ والأعراقْ
مازالَ منتشيًا بطولِ حدودِنا
رغم السدودِ فلا يطولُ بنا الفراقْ
***
يا أيها الحجريُّ أمرُك نافذٌ
في جيش مصرَ ومنذُ آلافِ السنينٔ
فعلى المعابد لم تزلْ منقوشةً
منكَ الأوامرُ في عنادٍ لا يلينْ
«الجيشُ يخرج زائداً عن أرضه
أو لو يُهددُ نيلَه يوماً لعينْ»!!
كلُّ الغزاةُ أتوا هنا كي يُهزموا
وتفوزَ مصرُ بسحقها للمعتدين
وتفوزَ مصرُ.. بسحقها للمعتدين!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى