أخبار عاجلةدراسات ومقالات

منال رضوان تكتب الكنائس في مصر

الحلقة الأولى... كاتدرائية القديس مرقس.

منذ أن قرر مارمرقس (١٢ : ٦٨م) أن يطأ بقدميه أرض مصر، ويبدأ رحلته التبشيرية، ومقابلته الأشهر لإنيانوس وسماعه الصرخة التي صدح بها عندما وخز المخراز إصبعه “إيثثيئوس” أي ياالله يا واحد؛ ليبدأ الكاروز أو البشير مارمرقس في رسامته أول أسقف للكنيسة ويصير انيانوس بعدها البابا الثاني في تاريخ باباوات الإسكندرية البالغ عددهم حتى الآن ١١٨.
وخلال رحلة طويلة، مرت بعصور الاستشهاد وظهور البدع والهرطقات حتى استقرار الإيمان المسيحي، كانت محاولات رجال الدين تقوم على بناء الإنسان ومحاولة خلاصه، وفي سبيل ذلك يمكن اعتبار بناء دور العبادة من كنائس وأديرة بل حتى القلالي والمغارات؛ أنها كانت جزءًا مهما في سبيل توفير حياة التعبد والتوحد مع الخالق.. والعمارة في مصر تجد اهتماما كبيرا منذ العصور القديمة، وعندما جاءت المسيحية إلى مصر بدأت تتخذ العمارة شكلا يتناسب وأسلوب ممارسة الشعائر وخصوصيتها..
ومن المراجع المهمة والتي تناولت تاريخ الكنائس في مصر منذ رحلة العائلة المقدسة إلى اليوم، والكتاب من تأليف جودت جبرا وجيرترود چ. م. ڤان لوون.. وتحريركارولين لودڤج وتصوير شريف سنبل والذي أضاف كثيرًا إلى المحتوى القيم للعمل عن طريق الصور الجذابة، والكتاب من ترجمة أمل راغب،


وعقب مقدمة للمؤلفين ومحررة الكتاب.. جاء مقال دارلين ل. بروكس هدستروم.. حول الخصائص المميزة لبناء الكنائس وهذه الخصائص التي تكسب دور العبادة المسيحية القبطية طابعا مستقلا، يميزها عن نظيراتها اليونانية في الإمبراطورية البيزنطية، وقد طرأت العديد من التطورات الطقسية التي وكما يوضح الكتاب أنها طالت حتى أسلوب تزيين الحوائط بالأيقونات المدشنة* أو الصور والرسوم المأخوذة من الكتاب المقدسة وسير القديسين والشهداء.
وتضم الكنائس المصرية الأولى التي ترجع إلى نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس، نماذج عثر عليها بمنطقتي القلالي** وووادي النطرون.
وقد بنيت الكنائس التي عثر عليها في تلك المناطق على الطراز البازيليكي المبكر..
ومع الوقت ازدادت مساحة صحن الكنيسة لاستيعاب أعداد المصلين؛ إلا أنها حافظت إلى حد ما على الشكل الموضح بالصورة.
وفي القرن الخامس يخبرنا الكتاب عن تطور أشكال وأنماط البناء فيه؛ من حيث طبيعة الشكل وفنون الرسومات الجدارية ووجود الأيقونات وتلك النقوش الدقيقة لتزيين مظلات المذابح والأسقف وكراسي الكؤوس المستخدمة في طقس الإفخارستيا”…
ومن الكنائس التي تحدث الكتاب عنها كاتدرائية القديس مرقس، “البطريركية القبطية الأرثوذكسية”
وتقع الكنيسة في شارع “الكنيسة القبطية” المتفرع من شارع “سعد زغلول”، وكان البطريرك “بطرس السابع” والملقب بالبابا بطرس الجاولي قد دشن هذه الكنيسة في عام ١٨١٩م.
وقد حلت محل أخرى أكثر قدما، وفي عهد البطريرك ديمتريوس الثاني تم تجديد الكنيسة مرة أخرى وإضافة حامل الأيقونات المصنوع من الرخام والمزين بأكثر من ثلاثين أيقونة، وقد أعيد بناء الكاتدرائية مرة أخرى فيما بين عامي ١٩٥٠: ١٩٥٢ وافتتحت في نوفمبر من العام ذاته، وهياكل الكاتدرائية الثلاثة تحمل أسماء:
– رئيس الملائكة ميخائيل وهو الهيكل (الشمالي).
– القديس جوارجيوس المعروف ب.. مارجرجس الروماني وهو الهيكل الجنوبي.
– هيكل القديس مرقس (مارمرقس الكاروز) وهو الهيكل الأوسط.
وتعلو هذه الهياكل صورة العشاء الأخير أو العشاء الرباني.
وحامل الأيقونات به العديد من الصور ومنها صورة (أيقونة) السيدة العذراء والطفل، والقديسة دميانة والأنبا بولا وغير هذا من أيقونات..


ويستند قبو هذه الكنيسة إلى صفين مكونين من سبعة أعمدة”” ذات تيجان وطرأت عليها التعديلات بمرور الوقت.. وتمت توسعة الجزء الغربي من الكاتدرائية ما بين عامي ١٩٨٥: ١٩٩٠ وتمت إضافة شرفة علوية كما تم دعم برجي الكنيسة وتزويدهما بأجراس جديدة من إيطاليا.
هوامش للإيضاح:
– أيقونات مدشنة وهي التي ترشم بزيت الميرون المقدس ويعد زيت الميرون من أسرار الكنيسة ويستخدم في طقوس عديدة كالعماد ومسحة المرضى وغيرها

**القلالي جمع قلاية وهي المكان الذي يعيش فيه الراهب او الراهبة وتجمع على قلالي وليس قلايات كما أنها تتكون دائما من مساحتين الأولى تسمى مضيفة يمكن للراهب أن يستقبل فيها أخوته من الرهبان والمساحة الثانية هي المحبسة وهي المكان المخصص للراهب لممارسة الصلاة والقوانين الروحية الخاصة به من تسبحة وميطانيات ..وتلاوة مزامير
– كراسي الكؤوس تتكون على شكل الصندوق الصغير الذي يحفظ الكأس من الميل أثناء ممارسة طقس القداس.. حتى التناول والذي يعرف بالإفخارستيا وقد أسس هذا السر السيد المسيح يوم خميس العهد ليتشارك الجميع في جسد واحد كأخوة في الإيمان.

أوبرا مصر – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى