هذا الليل, كانت عيناي مفتوحتين و أنا أنظر إلى أحلامي الرهيبة, آلمتني وأوجعت قلبي،
كان العالم دون أن يكون العالم، لم يكن هناك الكثير من الأشياء، و الأثاث, وكنت أشعر بفراغ كبير, وكأن صدري مثقوب وقلبي خائر ودقاته المنخفضة أسمعها ثقيلة، متباعدة, لم تكن هنا ك أشجار، كانت الأضواء بيضاء كالثلج وكان اللون الأخضر وكأنه الأشعة التي تنبعث من بين أغصان الأشجار.
لم يكن هناك شيء إلا ذلك,
هل هي صحراء من نوع آخر؟ صحراء مابين السماء والأرض
مثلا !
أم أنني في عالم فضائي لا يمت بصلة إلى كل العالم الذي أعرفه بوديانه و وهاده, بهضابه وسهوله وتلاله وسمائه وأرضه الترابية وأحجاره وجباله؟؟
بعد ذلك, ظهرت كائنات غريبة في كل الأحجام لديها رؤوس أسماك القرش الكبيرة، وهي فاغرة فمها تجاهي في هذا البحر البنفسجي, العظيم, المتلاطم الذي انفتح أمامي وكأنني كنت أسير نحوه دون أن أدري!
نعم ! رؤوس أسماك القرش وأجسام من كل الأشكال الهندسية التي يمكن تخيلها,
آه التهمتني، وهي تنظر إلي بعيون باردة,
كيف يمكن أن يكون هناك اختيار جيد لما تكون كل الخيارات سيئة؟
نعم ! تركتهم يلتهمونني بكل هدوء، وأريحية,
لم أصرخ، ولم أقم بأية حركة، كانت سكينة ما تغمرني وعفاريتي التي كانت تقفز داخلي ضاحكة، كانت مطمئنة طمأنينة لا حدود لها.
في اليوم التالي كنت موافقة تماما عما كانت تفعله العفاريت داخلي بل ابتسمت لها للتعبير عن رضاي وموافقتي على التهامها أحشائي.