محمد رضوان يكتب المدير في العصر الحديث – من السلطة إلى التأثير

في الماضي، كان يُنظر إلى المدير باعتباره “الرئيس” الذي يُصدر الأوامر ويتابع التنفيذ. أما اليوم، فقد تغيّر مفهوم الإدارة، وتحول دور المدير من مُنفذ لشىء إلى قائد مُلهم يُؤثر قبل أن يأمر، ويُوجه قبل أن يُحاسب.
المدير الحديث لا يعتمد على الألقاب، بل على المهارات. فهو يعرف أن النفوذ الحقيقي ينبع من الثقة لا الخوف، ومن التأثير لا التسلّط. لقد أصبحت القيادة جزءًا لا يتجزأ من المهام الإدارية، ولم يعد يكفي أن تدير العمليات دون أن تُلهم الأفراد.
التكنولوجيا غيرت الكثير من قواعد اللعبة. فلم يعد المدير هو المصدر الوحيد للمعلومة، بل أصبح المعلومة متاحة للجميع، والفرق الآن يكمن في كيفية استخدامها واتخاذ القرار بناءً عليها.
كما أن المدير المعاصر يُواجه تحديات جديدة: العمل عن بُعد، التنوّع الثقافي في الفرق، التغيّرات الاقتصادية السريعة، والضغوط النفسية المتزايدة على الموظفين. لذلك، أصبح مطلوبًا منه أن يكون أكثر مرونة، وذكاءً عاطفيًا، وقدرة على التواصل.
المدير الناجح في هذا العصر هو من يستطيع خلق بيئة تُشجع على الإبداع، وتُحفز الأفراد على التطوّر. هو من يُجيد إدارة الفرق لا فقط إدارة الملفات، ويُقدّر الأفراد لا فقط الأرقام.
التحوّل من “المدير التقليدي” إلى “القائد العصري” ليس رفاهية، بل ضرورة، في ظل عالم يُكافئ من يُجيد التغيير لا من يُقاومه.