سبع حركات للقسوة لمصطفى البلكي بنادي أدب دمنهور

أقام نادي أدب دمنهور يوم الاربعاء الماضي الموافق ٦/٨/٢٠٢٥ ندوة لمناقشة رواية ” سبع حركات للقسوة” للقاص والروائي مصطفى البلكي، ناقشها الناقد الدكتور شوقي بدر يوسف والناقد محمد عطية محمود و الناقد الدكتور إيهاب بديوي. أدار الندوة الكاتب والناقد كرم الصباغ. وفي بداية الندوة عرض الصباغ السيرة الذاتية لضيف الندوة الكاتب مصطفى البلكي و قدم لمحة موجزة عن الرواية التي رشحت للفوز ضمن القائمة الطويلة لجائزة (كتارا) هذا العام، تلك الجائزة التي لم يُعلن عن قائمتها القصيرة إلى الآن، وقد قدم الدكتور شوقي بدر يوسف دراسة نقدية بعنوان :” صورة المرأة في رواية سبع حركات للقسوة” ، ثم عرض الدكتور إيهاب بديوي دراسة نقدية بعنوان: ” إبداع السرد في وصف المشاهد الخلفية للحرب، دراسة سيميائية لرواية سبع حركات للقسوة للكاتب المبدع مصطفى البلكي”، ثم قدم الأستاذ محمد عطية محمود دراسة نقدية بعنوان: ” نرجسية الأنثى الساردة في رواية سبع حركات للقسوة” وملخص الدراسة يتمثل فيما يلي:
تجسِّد رواية “سبع حركات للقسوة” للروائي المصري “مصطفى البلكي”، علاقة وثيقة بين فكرة الحرب كحالة استثنائية/ دائمة على حد السواء، وبين الوعي الفردي المرتبط بحالة اجتماعية ربما كانت شديدة الخصوصية، ولكنها تصب في مجرى هذا النهر الذي لا تتوقف معطيات وجوده عن إحداث علاقات متباينة ومفرطة في صور قسوتها بدايةً من العنوان اللافت، وتلقي بظلالها على شخصيات تدور بهذا الفلك، أو تمر من خلال علاقة سردية يطرحها النص الروائي لكي يعقد جدليته وقضيته الرئيسة، خاصةً عندما تكون الذات الساردة التي تتحكم في مسارات السرد ومستوياته هي صوت أنثوي معبر عن ذاته أولًا، وعمَّا حوله كرمز لهذا الاحتواء للحدث، وللوجود المحايث لحالة من الاضطراب على مستوً نفسي تنتهبه صراعات داخلية، وعلى مستوً خارجي لواقع متأجج بالحرب.
فالدور الذي تقوم به الأنثى بديلًا للرجل في أثناء الحرب، والتي ربما يأتيها خبره/ أخبارها من خلال خطاب أو دال جديد على انقطاع الوصل مع أي ممن كانوا يمثلون المدد في الماضي أو الحاضر على حد السواء، يجعل منها نموذجًا للمحارب/ المحاربة التي تخترق مجالًا سمحت لها به حالة استثنائية ربما كانت راسخة ودائمة، فهي المرأة في حالة حرب/ جهاد مع الواقع ومع دورها في القيادة والتحمل، ومع ظرف اجتماعي مجهض للأحلام والتطلعات، وهو ما يأتي به السرد بتفاصيل وتشبيهات تدخل المرأة/ الساردة الأنثى في حيز الحرب، في مقابل شعور سلبي ربما كان إجهاضًا نفسيًا في شخصيات ذكورية أخرى تتخلى عن أدوارها في الحياة، وتكتنز مساحات وجودها في حيز لا يسمح لها بتقديم صورة إيجابية في وقت الشدة، وربما أيضًا في وقت الرخاء!!
تبدو لعبة التخييل/ الحياة على هامش مواز غير مرئي من خلال استعادة المرأة/ الصوت السارد لتلك الحياة المفتقدة في الأسر، من خلال جلب الصور والخيالات والأطياف التي تعيث في المخيلة أو بالأحرى الذهن في عملية تمثيل، أو إعادة للحياة في صورة من صورها كي تستمر في الأسر من خلال قوة الدفع النفسية التي تغالب توترها وتناقضاتها الداخلية ومشاعرها المضطربة التي تشكل سياجًا بالغ الأهمية والحرص للدفع للدخول في غمار حالة مواجهة/ مقاومة مع واقع مفروض عليها بالتعانق مع واقع مفترض.
..هذا وقد أثرى الندوة بالمداخلات القيمة الدكتور كمال اللهيب والأساتذة: محمد عقدة و محمد اللبودي محمود أبو النصر وسحر الأشقر ومحمود يوسف ونوال شلباية و م. محمد رجب عباس. وامتدت الندوة لأكثر من ثلاث ساعات؛ نظرًا لثراء العمل وقيمة الدراسات والمداخلات.