الكتابة من الإبداع إلى طوق للنجاة.. قراءة في المجموعة القصصية ” ليست مجرد مجموعة قصصية” ل.. آمال رشاد .
بقلم : نسرين معتوق

نحن أمام مجموعة قصصية استثنائية قدمتها لنا الكاتبة الشابة آمال رشاد بأسم ” ليست مجرد مجموعة قصصية “.. و كم كان لهذه المجموعة من اسمها نصيب .

فمجرد قراءتك للمجموعة القصصية ستجد نفسك أمام عمل له مذاق خاص ، يحمل في طياته تجربة أدبية عميقة و حقيقية ، وضعت الكاتبة فيه من روحها، و انعكس ذلك بوضوح على أكثر من قصة من القصص المتضمنة داخل هذه المجموعة .
18 قصة متنوعة ظاهرياً ، تنسجم و تتناغم فيما بينها في سرد يطغى عليه الطابع الإنساني النفسي من الدرجة الأولى .
سرد مهموم تماماً بتشريح النفس البشرية في ظل متاهات الحياة و متناقضات الوجود ، مهما اختلفت القوالب أو تباعدت ، فمن فلسفية وجودية كما هو في كلا القصتين ” صانع التوابيت” و ” عالم الكتابة و الكآبة ” ، إلى فانتازيا سياسية كما هو الحال في ” من أكل الذئب ؟ ” ، ثم إلى قالب إجتماعي ساخر مثل ما قدمت في قصة ” حق مكتسب ” و قالب أخر نفسي (و قد أبدعت فيه الكاتبة) و ذلك في قصتها ” حبات الرمان” و كذلك ” مأساة كاتب”.

قصص منفصلة و لكن شعور عالي بالعزلة و اغتراب نفسي و مجتمعي واضح يجمع بين كل أبطال القصص المتضمنة في المجموعة القصصية تقريباً .
رحلة إبداعية لكاتبة واعدة مثقفة و مطلعة ، تمتلك خيال خصب و زاخر ، و تمتلك رؤية و قراءة خاصة بها حيث يتجلى ذلك و بوضوح في قصة ” مصر الجديدة ” و التي تعد أيقونة تلك المجموعة، فبالرغم من استشراف المستقبل فيها كما لو كان كابوس و النهاية الضبابية المفتوحة لها ، إلا أنك و لابد أن تستشعر تلك القوة الكامنة التي تنتصر للكفاح و الحرية داخل تلك القصة و بداخل كاتبتها على السواء .
كاتبة تكتب بلغة بسيطة سهلة و مباشرة ، و بأفكار عميقة و مكثفة ، و تمتلك قدرة تعبيرية عن ذلك عالية و قوية ، قادرة على إيصال المعنى المقصود بعدد محدود من الكلمات .





