دراسات ومقالات

وليد محمد حسني يكتب رحلة مع النبي حلقة (12)

هل تسمع يا صديقي ما اسمعه ؟ إنهم يتغامزون ويتهامسون كلما مر النبي ويقولون ( مجنون … مجنون .. يقول أنه نبي)
أهكذا يتبدل الحال ؟ أهكذا ينسى الناس ؟
بالأمس القريب كان كلما مر عليهم قالوا : جاء الصادق مرحباً بالأمين أما اليوم جاء المجنون
يا له من أذى نفسي كبير تحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ليس سهلا يا صديقي ابدا أن تسير في شوارع مدينتك وأنت تسمعهم يقولون ” مجنون يقول أنه نبي ” وكنت قبل ذلك الصادق الأمين الذي يقف الناس له احتراما وتقديرا له أينما ذهب .
يقول د. أحمد خيري العمري في كتابه السيرة مستمرة :
(ليس يسيراً أن تتنازل عن ( الأنا ) تماماً حيث تعود إتهامات الجنون وفقدان المكانة الاجتماعية غير مهمة مقابل أن توصل للناس ما تؤمن أنه الحقيقة الوحيدة التي تستحق أن تقال .
ليس سهلا أن تفكر في صمتهم هل يا ترى يضم سخرية أيضا….. هل يتهامسون في أنفسهم
ليس سهلا أن تكون في قمة عقلك كما لم تكن من قبل ثم يظنونك مجنوناً)

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة القلم وهي السورة الثانية من حيث ترتيب النزول
(وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51)
المهم أن لا تزلقك أقاويلهم عن السير على الطريق الصحيح
المهم أن لا تنتبه لما يقولون الآن ولا تصعه في حساباتك
المهم أن لا تجعل هذه الاتهامات نصب عينيك وتحاول إثبات أنك لست بمجنون
لا يزلقونك بأبصارهم عما يجب أن لا يحيد عنه بصرك
فلا تلتفت لما يقولون واستمر في طريقك وسيصبح كلامهم هباءا منثورا
وهذا بالفعل ما حدث لقد وجدوه أن تصرفاته ليس فيها سلوك المجانين .
لذلك بعد فترة توقفوا عن اتهامهم له بالجنون وبدأوا بالبحث عن تهمة أخرى.

وليد محمد حسنى

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى