أخبار عاجلةساحة الإبداع

الشاعر القدير أسامة مهران يكتب بين حُبين

“أحبكِ حُبين
حبٌ مضى
وحبٌ بَيْنَ بيْن”
-أنتَ من أضرمَ نارًا
وتوارى بين طريقين
وأغارَ عليّ برياحٍ سيّرها
وسهامٍ آواها
أنتَ المقبل من خلف سواترها
أنتَ القابل بسواهها
فلماذا تأتيها اليوم وحيدًا
من دون نبي
أو دونِ إلاها؟
ولماذا تشاغلني عن بُعدٍ
وبلادك لا ترغب
في أي مزيدٍ منا
في أي قليلٍ لهواها؟
ولماذا تتوسط صفين
صفٌ في صفِ رذائلها
والآخر في وجهِ محياها؟
-لم أتوسط سيدتي شيئًا منكِ
تشييئ اللحظة لو شاءت
لا يَنبئ عن زائرٍ بعد نهار
عن قاطع دربٍ
يمنحني قدرة قارب صنديدٍ
أو مغوار
أو قدرة قلبٍ
يتغير كل نهار
هل نتجمع ثانيةً
ونوفق أوضاعًا
ونرمم أوجاعًا
ونجمل ما كان قبيحًا
ونكذب من كان صريحًا
ونفرط في المشوار؟
هيا نهجر مهجرنا
وننادي بأعلى صوتٍ
عن وطنٍ يترحم فينا
ويشكرنا
عن أملٍ في عمقِ ليالينا
وينهرنا
عن بلدٍ
عن أبدٍ
عن مددٍ سيار
أنتَ من أضرم نارًا
وتوارى بين طريقين
وأعاد المهجة للقلب
ويُحملني وِزرَ الحُبين
*
حين أحبكِ أكثر
أو حين تكونيني
سأكون الوافد في قلبكِ
والرافد من دربكِ
في ذات التكوينِ
لو تأتيني يومًا
في ثوبٍ أبسط مني
في أي عطاءٍ يأويني
كونكِ معجزةً
وسواكِ يناديني
سأحبكِ حُبين
حبٌ يتراءى كل مساء
حبٌ يتغير حين يشاء
أيامي
أيامك
جبل يحملُ كونًا
مركونًا بجلال محبيه
أبدًا لن أعثر عنكِ
لن أبقى فيكِ
غِلًا وحرامًا وحلالًا
ووضوءًا
ينهيني وأُنهيه
*
عيناكِ صد شخصي
وسحابة
وسؤالٌ
محفوفٌ
بسؤالٍ
وإجابة
وطيور لا تشفي غليل الأرضِ
عبوسًا
فتعيد إلى الروعِ ووروعه وصوابه
هل مازلتِ كرفاتِ القلبِ
تغلقُ بابًا
وتوارب بابا؟
هل مازالت أصداؤكِ تعوي
ورفاقكِ ينقضون
على الوهمِ المتقصد أصحابًا؟
لا يمكن أن أتجلى معكِ
أن أصبح مسئولًا
لأوامر مخدعكِ
فكلانا لا يصلح أن
يبقى مكسورًا
أن يصبح ضيمًا
محفورًا
أن يتجلى بهتانًا
وفجورًا
أن يبقى طريدَ
طريقين
لو كنت أحبكِ حبًا
أو
كنت أحبكِ حبين

ساحة الإبداع – أوبرا مصر

 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى