دراسات ومقالاتساحة الإبداع

الجميلي أحمد يكتب : إبراهيم الدسوقي بين إنسانيتِه وندّاهة الشِّعر

الجميلي أحمد يكتب : إبراهيم الدسوقي بين إنسانيتِه وندّاهة الشِّعر

 

لا يخفى على رواد حركة النقد، ولا على المثقف الحقيقي، أن هنا شعراء كثيرين من شعراء العربية ظُلِموا في مشروعهم الشعري، بعضهم لأسباب واضحة، وبعضهم لأسباب غير واضحة، وحتى استنتاجها من بعض المؤرخين للموروث العربي غير مقنع. 

وقد لا يخفى على المثقف المصري أو العربي أو حتى المتابِع للساحة الثقافية والأدبية أن هناك شعراء أنصَفهم إبداعهم، لا النقاد ولا المؤرخون. 

بدايةً أحِب أن أطرح سؤالا: هل الشعر يجعل مِن كاتبه إنسانًا؟ وهل يتميز الشاعر بإنسانية أعلي من غيره مِن الذين لا يكتبون الشعر؟ 

أظن أن الإجابة حاضرة، وبدون  تفكير، وهي أن الشعر لا يصنع إنسانية شاعر، ولا يغيّر في سلوكه، فالإنسان إنسان، سواء أكان شاعرًا أم لم يكن، والأدلة في التاريخ العربي كثيرة، وفي التاريخ الحديث ما شهدناه في فترة الستينات والسبعينات، إذ كان هناك شعراء في تلك الفترة بعيدين تمامًا عن الإنسانية، رغم شاعريتهم العالية! 

هذا المقدمة ضرورية لأني سأتحدث، ولأول مرة، عن إنسانية شاعر كل مواقفه تثبت إنسانيته تلك، وتثبت شهامتَه، تثبت طيبته. وكتابتُه هي الشاهد على شاعريته، فقد كَتب الفصحى باحتراف، وكَتب العامية بتطويع لجملة العامية.  

إنه الشاعر الصديق إبراهيم الدسوقي، الشاعر الإنسان والإنسان الشاعر، والحقيقة أن شهادتي تبدو مجروحة في هذا الرجل، وبخاصة بعد أن شرفت به مؤسسة برادايس للثقافة والفنون، لكن رغم جرح شهادتي فيه كان لدى قلمي إصرار كامل للكتابة عنه؛ فقد يحظى إبراهيم الدسوقي بلقب إنسان من الدرجة الرفيعة، يعشق الخير للآخرين، يحِب الجمال الإنساني، هذا الرجل يشع إنسانية، ومَن يقترب مِنه يكتشف فيه إنسانية ربما تكون مفتقَدة عند كثيرين، والحق أنّ ما ذهبت إليه فكرة مقالي هذا وعنوانه قد يقدم الرجل للوسط الثقافي والمثقفين خدمات جليلة بحكم أنه شاعر ويحلم بمستقبلٍ أفضل للثقافة المصرية. 

إبراهيم الدسوقي كشاعر هو متحقق، يمتلك أدواته الشعرية، ويكتب كما ذكرت لكم الشعر بنوعيه، لكنه شاعر فصحى في الأساس، بيْد أنني في هذا المقال لا أناقش تجربته ولا أتناولها بالنقد، ولسوف أخصص له مساحة من كتابي “إطلالات على شعر العامية المصري”، لكنني أكتب الان عن إنسانٍ محب للثقافة والمثقفين، رجل يعشق الكلمة وينادي بها، يرسم مستقبلاً نبيلاً للأطفال الذين يحبون الكتابة، رجل معتز بكرامته، يتأثر من أي شىء يجرحها، النبل بداخله يجعلك في حَيرةٍ وتساؤل مع نفسك، هل هناك نبل بهذا الشكل؟! رجل يرصد مِن وقته وجهده وماله لخدمة الوسط الثقافي وكأن له ندّاهة تنادي عليه.. إنه إبراهيم الدسوقي الشاعر ونائب رئيس مؤسسة برادايس للثقافة والفنون.

كل التحية والمحبة والتقدير لهذا الرجل ولأمثاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى