ساحة الإبداع

فرحَةٌ …. قصيدة محمد الشحات

 

نظرَ الدرويشُ

إلىَ سربِ حمامٍ

وأصَّر بأن تصحبَه  عيناه

لحينَ تَحُطُّ

كان يُواظبُ

على أن ينثرَ حبَّ القمحِ

علىَ أسوارِ المسجدِ

لتعودَ خِمَاصَا

ويحسُّ بفرحِ لا يُوْصَفُ

حين يدقُّ  الأذنينِ  هديلُ حمامٍ

ملأَ حويصلةً حتَّى شَبِعَ

وعادَ ببعضٍ

ممَّا  مَنَّ اللهُ عليِه بهِ

لأفراخٍ ترقدُ فى جوفِ العُشِّ 

لم يسألْه العَلاَّفُ

إذا ما مرَّ عليْه

 لكى يمنَحَه بعضَ حُبُوبِ  القَمْحِ

فالدرويشُ بلا بيتٍ أو أسرةٍ

وعليه ألاَّ يُغْضِبُه

بلْ قّرَّرَ

حينَ يمرُّ عليه

 يتبعُه

بدأَ الدرويشُ يُنَظِّفُ

 أسوارَ المسجدِ

ويُسقطُ ما عَلِقَ  به

 من (زبل) حمامٍ

لم يتخيلْ فرحتَه

كانَ يقبلُ

 ما ينثُرهُ مِنْ حَبٍّ

علىَ طولِ السُّوُرِ

لكى يتمَكَنُّ كلَّ السِّرْبِ

بأنْ يلتقطَ  حبُوبًا تكفِيِه

وحينَ يَحِسُّ

 نفاد الحبِّ يعصِرُهُ الحُزْنَ

ويَهْبِطُ قُرْبَ السُّوُرِ

ليَجْمَعَ مَا سَقَطَ

ويعودُ لكى يَنثُرُه

عادَ العّلاَّفُ لمسكنِهِ مُبْتهَجًا

جلسَ إلىَ  زوجَتِه

وهِىَ تحُاولُ أنْ تجمَعَ

مَا أسْقطَهُ الأطفالُ  مِنَ الأكْلِ

فتذكرَ مَا يَفعَلَهُ الدرويشُ

وأحَسَّ براحةِ نفسٍ

فقرَّرَ

إذا مَا مَرَّ عليه الدرويشُ

يُعطِيه حبوبًا تُكفيهِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى