ساحة الإبداع

قهوةٌ دون وَجْهٍ رائقٍ … شعر حمدي عماره

 

 

 

كيف لى أنْ أشربَ فنجانَ قهوتى

ووجهُ الفنجانِ الرائقِ المعمّرِ

مزَّعه صراخُ الصِّبْيةِ

و أقاموا عند باب فمى

المتحرّق شوقا له مأتمَه

هو الآن يُهيلُ أدعيةَ الويلِ والثُّبُورِ

على أم رأسى دون هوادةِ

ويجرَعُ حِنقى حتى الثمالةِ

والأطفال عنده مبرَّءُوون

كيف لا ……

وقد أقمت طويلا فى مقعدى

لا أعبأُ لصياحِهم

أكتبُ المقالةَ والقصيدةَ

ولم أغادرْ – منذ قهْرِ –

مخادعَ الأفكارِ فى جمجمتى

حتى استفرغت أولى تجاربى

فى القصةِ القصيرةِ

مع أن قصصَهم هم قصيرةٌ جدا

ومتكررةٌ جدا جدًا ومسليةْ

ماذا يعنى إنْ جاءُوك

بعد أنْ أجهز الثلاثةُ

لدقائقَ معدوداتٍ

على ما بأيديهم

من أكياس رقائق  ” الشيبسى “

ذات الحجم العائلىِّ

لتمنحَهم الفرصةَ للتحليةِ

بثلاثِ زجاجاتٍ من ” البيبسى “

ذات الحجمِ

 الذى يُطلقُ عليه العامَّةُ “الصاروخ “

ماذا يعنى – بعدَها –

إنْ أطرَب آذانَهم

بوقُ بائعِ “الدندرمة”

أو جهازُ التسجيل

على عربة بائع “الفيشارِ”

فتسابقوا – رَكْضًا – ليوقفوه

أمام البيت قَسْرا –

قبل أن يتجاوزَه

 بأمتارٍ قليلةٍ فارِقة

ماذا يعنى إن أبرزْت للبائعِ

قطعةً نقديةً

من فئة الخمسةِ والعشرين قرشًا

– ما كانت تكفى

 لشراء خمْس عبواتٍ سخيةٍ –

فنظر إليك شزَرًا  وقال :

هذه لواحدة !!!

فوقفتْ الكلماتْ فى حلقك جامدةْ …

– إذ مضى يشكو لك

كيف أنَّ السُّكَّرَ المُدعمَ

ما عاد يكفى …….

فلجأ لشراء السكَّرِ الحُرِّ

وكيف أنَّه استدان

 لشراء الألوانِ الصناعيةِ اللاهيةِ –

فرُحت تقلِّبُ حافظةَ النقودِ

وتفتِّشُ محتوياتِها رأسًا على عقِب

فلا تفلحُ إلا فى ايجادِ

 قصاصاتِ أوراق ٍ قديمةٍ

ما سجَّلت بها

 منذ خمسةِ أعوامٍ ونصفِ

أرقامَ هواتفِ

تلك الأرقامُ التى

 لم تجرِّبْ طلبَها

مرةً واحدةً

حتى أضحى معظمُها

لا يصلحُ للتداولِ

أو لاجراءِ المكالمات المحليةِ

لكنَّ أطرافَ أصابعك

يحالفُها الحظُّ بالتقاط قطعةٍ معدنيةٍ

تنقدُها البائعَ

فيتلقفُها بطرفى سبابتِه وإبهامِه

دون أنْ يعيرَك  لفتةً واهِيَةً

ويدخلُ الصغار انتظارًا لبائعٍ جديدٍ

وبضاعةٍ جديدة ٍغيرِ مُدْعَمَةٍ

فماذا يعنى بعدَها

إنْ مضى فنجانُ القهوةِ الباردِ

بمزاجك للكتابة  دون رجعةٍ

أو أتلف الباعةُ المتجولون

 حريةَ الإبداعِ

– حين مُراوغةِ  ورُودٍ –

كلَّ عشْرِ دقائقَ

إلا وهدةً مُنجية ْ؟؟؟.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى