دراسات ومقالات

منال الأخرس تكتب : طوق النجاة

 

منال الأخرس تكتب : طوق النجاة

لا تخلو حياة البشر والشعوب من لحظات فارقة فاصلة بين نقيضين ، تجسد تلك اللحظات ومضات لا تنسى لتصنع إحداثيات متباينة ، وتبلور حينذاك ما قبل وما بعد تلك اللحظات .

وهنا يحدث التحول وتكون هذه اللحظة بمثابة نقطة تحول، محدثة تباينا بين ما قبلها وما بعدها وشتان بينهما ..

ما يحدث للإنسانية حاليا من أحداث تمثل تحولا في تلك النقاط في حياة المواطن ،  وهي محاولة للامساك بتلك اللحظات النادرة  والتقاطها ، باعتبارها وميض يسهم في تغيير ما بداخل هذه النماذج البشرية من قناعات وأفكار وتوجهات وسلوكيات ؛ منهم من نجح بالإمساك بها ومنهم من أصبح هو ذاته نقطة تحول لغيره ، بشكل غير مباشر ودون قصد منه 

وبالنسبة للشعوب فالأمر لا يختلف كثيرا فالأزمات هي نقاط تحول ربما تستغلها الشعوب فتنهض كما تشهد الكرة الأرضية الآن.

وربما تغرق في شلالاتها المتدفقة والمتدافعة والمتلاحقة كما هو الحال مع ما يحدث من أوبئة ، وليس لكل الشعوب أن تمسك بطرف الخيط  ؛ منها التي وقفت ولا زالت تتصدى لتلك الفيضانات التي إن تركت لتمضي ستقضي على الأخضر واليابس . وحتما سوف تنتصر ؛ حتى تتمكن من الأخذ بيد من حولها من دول ..

ونقاط التحول تأتي بلا ترتيب مسبق فهي تلقائية تصنعها الأقدار لتفعل أفاعيلها ، ولحظة اقتناص تلك النقاط هي لحظة التحول ذاتها ..

وليس لها صور ثابتة فقد تكون محنة أو منحة أو كارثة أو موقف بسيط لا تعقيد فيه ، وقد تتشابك الظروف لتضفر من مفرداتها ومآسيها واقعا جديدا يدفع صاحبه إلى تغيير المسار من النقيض إلى النقيض ، ليكون التحول إما للأفضل وإما للأسوأ حسب استعداد كل شخص منا ..

وإن كان التمسك بالأمل والإيمان به هو الضمانة للتحول نحو الأفضل ، إذن فالأمل هو نقطة التحول التي لا يخيب من اتبعها واقتناها وتشبث بها وهي طوق النجاة ..

فالأمل هو بؤرة التحول الإيجابي وعلينا ألا نكتفي بالنظر للنصف الفارغ من الكوب بل النصف الآخر أيضا..

فكل حدث له وجهان حتى الفشل حتى الإخفاق في الحب حتى الظلم حتى الخيانة حتى الخداع حتى التضليل والكذب والاستهانة من قبل الغير ممن ظنوا أنهم فلحوا في صنع الحيل بمن وثقوا بهم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى