الحصن … مني ماهر
الحصن .. قصة مني ماهر
يحاصرون حصنى ، ينصبون خيامهم ، يشعلون نارا تتراقص متوعدة بالغزو ، يضربون سهامهم فتصدها حوائطى ، تحدث اثرا يكبر تدريجيا بمرور الوقت ، أشعر بالألم : الى متى سأصمد فى المواجهة !
جاءوا من اجل ثمارى ، وطمعا فى نسائى ، اشجارى لا تتوقف عن العطاء ، اما النساء فلن افرط فيهن .
يقتربون ، يبحثون عن ثغره تمكنهم من اقتحامى ، ابوابى مغلقه ، أسرعت الى الحرس ، وجدتهم يلقون بالمفاتيح خلف الأسوار .
نجحوا فى شراء رجالى وإختراق القلوب الضعيفه ، لم يعد صراخى مجديا ، خاف صوتى الذى لم يعرف الخوف يوما .
أبحث عن الصديق ، رايته يبتعد ، لحقت به ، أمسكته وأنا اتساءل : ماذا سافعل ؟
أجاب : انهم يمنحون وعودا بريقها اقوى منك !
تابع طريقه ، ينتظر وعدا ، تركنى وحيدا ، إجتياحى اصبح سهلا .
باعنى أهل حصنى بثمن بخس ، منحوا اسرارى ، اتهمونى بالغرور لأننى أثور لكرامتى ، وبقسوة القلب لأننى أخفى دموعى ، ضغطوا الجراح القديمه التى لم تبرأ بعد ، مقاومتى اضعف من آلامى .
أسرعت الى نسائى ، حملتهم فى قلبى ، هناك متسع للجميع ، تجاوزت ابواب الحصن سريعا فلم تعد موصده ، جاءت الطعنات من الخلف ، تظاهرت بالصمود .
فقدت الإحساس بالألم ، جسدى يحتاج وقتا كي ينهض من جديد ، رايت الصديق قادما نحوى ، أنتظر ان يضمنى اليه حتى يخفف اوجاعى ، تحاملت على نفسى كى اقف له .
قرأت فى عينيه ندما ، لابد انه ادرك كذبهم ، أدرك ان ما بيننا اقوى فألقى وعودهم وعاد ، تحركت يده ، طعننى فى قلبى ، الطعنة من الأمام اشد وجعا ، اصاب الروح ، خدعتنى نظرته ، سقطت ، تظاهرت بالموت واغمضت عيناى .
اخترت مكان بعيدا عن الأعين حتى استجمع نفسى ، لابد ان تندمل الجراح ، وان يعود الحصن المغتصب .