حقل المشاعر شعر : عاطف الجندي
لا تعتذر
لخطيئة الماضي
وعَجِّل بالسلام على الندى
واهتف وقل مات الكمد
***
واترك حنينَ الطيبين إلى الظنون
وعد لنفسك سالمًا
تجدُ البراءةَ ما استطعتَ
بطول أوجاع البلد
***
هي أم أمك في الحليب
وحبو ذاكرةِ النشيدِ
وشايُ صبحٍ لا يُردُّ
رقيَّةٌ ضد الحسد
***
يا قريتي الحسناءَ
صبحُك يشتهي زهو الرغيفِ
ببسمةٍ خضراءَ من فرن الجسد
***
يا صرختي يوم ابتهاج ولادتي
يا دمعتي يوم اختتان براءتي
وسعادتي يوم التسوق
بسمتي نحو الفلافل
سمسمٌ مَلكَ الولد
***
تنُّور حبك يا قريبُ
يفيض خبزا باسمًا
ويبث في ضرع الزبيب
منمنماتِ المجتهد
***
فاترك لساحتها الخيالَ وقل لها:
مازلتِ توتا في الشفاة
وقبلةً حتى الأبد
***
سيجيءُ عطرُ بنفسجٍ من صهدها
ليقول في ثقةٍ تقدم
ليسَ بعدك من أحد !
***
وجعٌ .. وطيفُ غزالةٍ
مرَّا على دمع النشيدِ
ومارسا إغواءَ صبٍّ طاعنٍ في العشق
لا يهوى الزَّبد
***
لغةُ تهدهد سُنبلي
أم حقل لوزٍ أشعل الناياتِ
في متن الرواية
واختفى بين الحروف ، وصهدُه
نارٌ تعربدُ في السهاد
بليلِ شوقٍ متقد
***
فتشتُ في كل المعاطفِ عن شتاء ساخنٍ
وفتحت بابًا للإياب
وما يشع من المدد
***
لم تأتِ واحدةٌ
لتسأل مَنْ هناك
ومن يقض سكون بوحي في الغرامِ
أنا هناك وأنت فيَّ
بكاءُ شمعتي الأخيرةَ للظلام
حنينُ قبَّرةٍ ، وذكرى تُعتمدْ
***
مرَّت على قلبي المغولُ وأضرمت
في العهد كارثةً
وبعضًا من مسدْ
***
هل تقبليني وردةً
أم حِضنَ سَنطٍ قد أكون على شقائك
حارسًا للريح أو رَجعَ الجريح
لبوحِ خاطرةٍ تعانقُ في الرَّغد ؟!
***
أنا من هناك ..
من حلم صفصافٍ عجوزٍ
يشتهي سردَ الحكاية للضفيرةِ
من هنا بدأت مواويلٌ
ويشهدُ جزورينُ الروحِ
في الشط المطلِ على الجَلد
***
هل وجه هذا الحلم وجهي
أم شردتُ مع الذهول ؟!
هل كنت ذاك الطفل
من وجدوه لا شبهٌ يخايله
ولا يلج الولوجَ إلى التردد والبدد ؟!
***
سنحج كعبة ذكرياتِ الأمسِ
هل جربتَ حتفكَ واختبرتَ الموتَ
يومَ مسكت سلكا عاريا
لتهز عرش الكهرباءِ
وماوجدتَ سوى المواتِ المحتشد ؟!
***
جربتَ أن تنجو كما هربَ المطارَدُ
من فخاخِ الموتِ
حين نزلت في النهرِ العميقِ
لتنقذَ الغرقى وتنسى أن روحَك
لاتجيدُ الموجَ
والعومُ اختبارٌ مفتقد ؟!
***
كم مرة هربت خطاك بصدفةٍ
من بين أنياب القطارْ
كم مرة جرَّبتَ معنى الانتحارْ
كم مرة والموتُ تخطئه
ويخطئ ظلك المنذور في شفة انفجارْ
هربت خطاك
وموتك الموعودُ ما أحصى العدد !
***
سُحبٌ أياديه الكرام
وبسمةٌ لله تمطر سنبلا
فوق الحقول ،وما يقيمُ النذرَ
في صبحِ الأود
***
والله أعطى الصبحَ نايًا في تثاؤبه
وحبلاً للغسيلِ
لكي تنقَّحَ ما اقترفتَ من العبير
بقدِّ ذنبٍ لا تباغته السنونُ
ولا يميلُ إلى النكد
***
فارجع كريفيٍّ لأصلك في الحياة
هناك حقلٌ للمشاعر لا يبور
ولا يباغته الرمد !