ساحة الإبداع

ليلة في أحضان طاغية قصة : حياة العلا

ليلة في أحضان طاغية قصة : حياة العلا

 

ليلة في أحضان طاغية قصة : حياة العلا

انطلق بسيارته يسابق الزمن، ما إن خرج إلى الطريق الصحراوي حتي فاجأته الأمطار الغزيرة لتجبره أن يحد من سرعته، قطرات المطر تتساقط مسرعة ، ومساحات الزجاج الأمامي للسيارة لا تقدر على دفعها . خشى أن تأخره الأمطار عن موعده ، أو تثنيه عن قراره ، وقد عقد العزم أن يعود لسيرته الأولى ، يرجع كما كان ، لن يخضع بعد اليوملسلطان الحب وسطوته وقيوده، ولن يلتزم بقوانينه ،سيلبي دعوة العشاء التي طالما اعتذر عنها متذرعا بميثاق الحب ، أما الآن فلتسقط كل المواثيق ، ما أجمل الرجوع لعلاقاته النسائية المتعددة ، خاصة أنه مازال مرغوبا فيه ، لن يكسره أحد إلا هي ، أعلنت عليه العصيان ، رفضت أن تعطيهما تتهافت عليه الأخريات في إعطائه له عن طيب خاطر ، دون استجداء أو خنوع . سيكون هذا العشاء نقطة الرجوع لسابق عهده ، عندما هدأت وتيرة هطول الأمطار شعر براحة شديدة وكأن القدر يمنحه فرصة أخرى للعودة ، زاد من سرعة محرك السيارة ليلحق بها ، كان يخشي أن تيأس من مجيئه بسبب حالة الجو ، خاصة وأنه كان يماطل كثيرا في قبول مثل هذه الدعوات من قبل ، 

ومع ذلك كان دائما يترك الباب مواربا ، حتى لا يقطع كل خيوط الأمل . وصل للمكان المتفق عليه ،كانت تهم بالانصراف وعلي وجهها الأبيض الجميل علامات الحزن ، اقترب منها معتذرا عن تأخره وعدم استطاعته الاتصال بها ، لأن الهاتف فرغت بطاريته ، ابتسمت… معلنه قبول الاعتذار. كانت سعيدة لأن الحلم قد تحقق أخيرا . أمسك بيدها واصطحبها وركب السيارة لم تبدى أي اعتراض، ولم تسأله إلى أين سيذهبان . الصمت كان سيد الموقف ، توقف أمام إحدي البنايات الفارهة ،صعدا معا ، فتح باب الشقة جلسا ، حاول أن يتكلم في مواضيع تخفف حدة الموقف لأول مره يشعر بهذا الإحساس ، هذا التردد لأول مره يشعر انه خائن لقلبه ولحبه ، نسي قراراته ولكن لم يعد في الإمكان التراجع ،ولماذا التراجع ؟ ومن أجل ماذا ؟ من أجل الحب الذي اذله وجعله يشعر بالحزن، تذكر كلمات كاظم الساهر (علمني حبك أن أحزن وأنا مشتاق منذ عصور لمرأة تجعلني أحزن ) ربما كان في احتياج بالفعل أن يشعر بالحزن، أن الانسان بلا حزن ذكري إنسان ،لقد كان سببا في حزن الكثيرات ، واليوم استطاعت امرأة 

أن تجعله حزينا؛ أو تجعله إنسانا يستمد السعادة من حزنه‏ نظرت إليه متسائلة إلى متي يدوم شرودك؛ ثم اتجهت نحوه وجثت علي ركبتيها وهي تقبله في ركبته وفي كل مكان تصل إليه شفتيها محاوله طرد أي فكره في رأسه غير وجوده معها ،استطاعت ذلك بالفعل وقف ومد يده يساعدها على الوقوف ، ثم حملها إلى غرفته ووضعها على الفراش وراحا معا في لحظات من الرغبة الممتعة ، انتهيا وأراد أن يقوم الي الفراش الآخر لكنها جذبته ودفنت رأسها في أحضانه وهي تقول ل : تلك اللحظة أهم عندي مما حدث لطالما حلمت بها ، أن انام بين أحضانك وتلمس رأسي صدرك فلا تحرمني منها ارجوك، لم يستطع إلا أن يلبي رجائها. دقائق وذهبت في سبات عميق ، أما هو فقد أبت عيناه النوم ،شعر بوخذة الضمير وآلامه ، ظل هكذا حتي بزوغ الفجر ، لم يستطع أن ينتظر أكثر ، انسحب بهدوء ،ارتدي ملابسه ، كتب قصاصة ورق صغيرة بخط كبير صديقتي العزيزة :أرجو أن تقبلي اعتذاري ، تذكرت موعدا هاما جدا ،اضطررت للسفر . خرج واغلق باب الشقة في رحلة العودة ،كان شئ واحدا فقط يفكر فيه؛ هل يعترف لحبيبته بما حدث ؟وهل تغفر له تلك الذلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى