سألتك شعر : محمود الديداموني

سألتك حين أنهكنا اختلاف

وجار الدهر ما منه انتصافُ

وحلَّتْ بالفؤادِ غيومُ هجرٍ

وخِلتُ الغيمَ ما منه انصرافُ

بأنْ أبقى على وصلي لحبٍ

تغشَّاني .. وذا مني اعترافُ

وأن أمضي إلى جنَّاتِ عدنٍ

فلا زيغٌ بقلبيَ وانحرافُ

فكان الصَّدُ منكِ بلا حدودٍ

كأنَّ الموتَ تدفعهُ الصِحافُ

ولو أنِّي ضعيفٌ ما نجوتُ

وما انْحَسَرتْ لرعشتِنا الضفافُ

فجودي حين يعصرنا التنائي

فإنَّ القلبَ يُبْرِئُهُ الطَّوافُ

وقد رقَّ الفؤادُ وخارَ عزمي

وبعضُ نوائبِ الدهرِ اصطفافُ

وليس علىَّ من إثمٍ لأنِّي

قضيتُ العمرَ.. يسكرني القِطافُ

إلامَ الصَّدُ يا نور العيونِ

فليس هناك ما منه المخافُ

فبوحي بالَّذي قد كان منِّي

وصوني الوُدَّ إذْ بزغ الخِلافُ