ورحل سعد …
هؤلاء يكتبون عن سعد ..
ملف خاص عن الشاعر القدير الراحل سعد عبد الرحمن
الأديب إبراهيم عبد المجيد
أشعر بحزن شديد لا يمكنني من الحديث عن الفقيد الآن، عذرًا لكنني كتبت عنه مقالا في وقت سابق أذكر أن مما جاء فيه:
عرفت سعد عبد الرحمن شاعرا وكاتبا محققا لعدد من ديواوين الآخرين. له من الدواوين الشعرية “حدائق الجمر” و”النفخ في الرماد” ومن الكتب “مختارات من شعر شوقي” للأطفال ، و”التعليم المصري في نصف قرن” وغيرها . وعرفته موظفا في وزارة الثقافة تولي مناصب كثيرة حتي وصل إلى رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة بين عامي 2011-2014، وعرفته عضوا في أكثر من أمانة ثقافية أو رئيسا لها. كانت هذه المشاركات الوظيفية والثقافية تصرفنا عن جهوده الأدبية والفكرية، حتي بدأ بعد أن اتسعت له الحياة بترك الوظائف الرسمية، في نشر كتب هامة أردت أن أنبه لها، وخاصة هذه الكتابين الذين سبقهما كتاب” قليلا من الأدب” للأسف لم أحصل عليه، وستتوالي بعدها كتب أخرى رأيتها أشبه بالكنوز المخبأة.
*******
الروائي صبحي موسي
حالة سعد
رحم الله الشاعر والمثقف والإداري الكبير سعد عبد الرحمن، رحيله المباغت خبر مفاجئ صادم لي وربما للجميع، فثمة أصدقاء نتعامل معهم كانهم سيعيشون أبدا، ولا نتوقع هذا الرحيل المفاجيء كانهم كرهوا الحياة فجاة وقرروا أن يغيروا عناوينهم فيها.
عملت مع الصديقين الراحلين سعد عبد الرحمن ومحمد أبو المجد بعد ثورة يناير، أختارني وراهن على محمد أبو المجد، واستجاب سعد الذي لم يكن يعرفني، وشكلنا ما أسميناه بالامانة المصغرة للنشر في قصور الثقافة، فيما بعد اصبح سعد اكثر رهانا ودعما لي من محمد نفسه، مما اطلق يدي في كثير من المقترحات والعناوين والكتب، وكنت اذا اختلفت مع أبو المجد في شيء نحتكم إليه، وغالبا كان يدافع عني او ينحاز لوجهة نظري.
سعد مثقف كبير، ربما ضل طريقه الى الإدارة بشكل ما، لكنه كان يعيش الحياه بوصفه مثقفا لا إدلريا، وهو رئيس الهيئة الوحيد الذي اجتمع بالمثقفين ووصفهم بأصدقائه وطالبهم بالوقوف إلى جانبهم، ربما كان هذا سر نجاحه، فلأول مرة يشعر الكتاب والمثقفين أن قصور الثقافة هيئتهم، وانهم صانعوا مشاريعها وليسوا مستبعدين او مهمشين فيها، نجح المثقفون في مشروعاتهم سواء في النشر او المسرح او الطفل او الثقافة العامة او السينما او غيرها من اذرع الهيئة في رفع وعي وثقافة الموطن، وتبنى سياسة اساسية تقوم على الاهتمام الفعلي بالأقاليم وليس مهرجانات بهلوانية لا إضافة منها سوى غسيل وجه المسئولين واثبات انهم يعملون امام رؤسائهم.
في ظني أن سعد حالة خاصة لن تتكرر، لانه كان شخصا كريما متواضعا محبا للاخرين، وهو ما جعله يضم الجميع من حوله، وهذا ما ساعده بقوة على النجاح في ظل ظروف كانت من اصعب ما يمكن، فلم تكن هناك دولة ولا نظام ولا امن، وكان البلاد والمؤسسات تعيش حالة التعلب ثوري، ولا يملك احد ان يطلب من احد او يلزمه بشيء، ولا يوجد مسئول واحد، سواء كبير او صفير، مسنود او مدعوم من رؤسائه، كان الكل يعمل وجها لوجه مع الثورة، او تحديدا هؤلاء الذين انتبهوا الى انهم لم يثوروا ولم يعرفوا معنى الثورة من قبل، وان لهم ان يأخذوا دورهم فيها. وكان الحل الوحيد هو حالة سعد عبد الرحمن، حالة المثقف ابن الهيئة المتواضع الكريم والمحب للحميع. فاخذت الهيئة قوتها من قوة الثورة بعدما كانت في مواجهة الثورة، وانطلقت إلى الأمام حتى لم يعد الكبار قادرون على احتمال سرعتها، فطلبوا منه بشكل مباشر الاستغناء عن كل الذين استعلن بهم بعد الثورة، وكانت النتيجة هي المرحلة الثانية من حكم سعد، مرحلة التخلص من المثقفين، وتهيئة الهيئة لوريث إداري كاره للجميع، لكن هذا الوريث لم يات لظروف ومشكلات تخصه، وسقطت الهيئة بعد سعد في عصر طويل من الفوضى، وبعدما انتهى هذا العصر اكتشف الحميع انها لم تعد هيئتهم، بل باتت الهيئة كارهة فعليا لكل مفردات حالة سعد.
فرحم الله سعد عبد الرحمن ومحمد أبو المجد وكل الذين اعطوا اروحهم لقصور الثقافة ولم يأخذوا شيئا، وبات الجميع يحارب أشباحهم فيها.
********
الناقد دكتور أيمن حماد مدير تحرير جريدة الجمهورية
برحيل الشاعر والمثقف الكبير الأستاذ سعد عبدالرحمن، تكون مصر قد فقدت أحد فرسان الفكر والإبداع والإدارة الثقافية الرشيدة؛ فعلى صعيد الإدارة شهد القاصي والداني، ممن عملوا بمعيته زملاء ومرءوسين، في هيئة قصور الثقافة، بنزاهته وإخلاصه وحبه لكل من عمل معه منذ عمله المبكر بها ونهاية برئاسته لها والتي شهدت ازدهارا كبيرا في مختلف قطاعاتها، وعلى سبيل المثال مطبوعاتها، فقد بتنا ننتظر كل إصدارات الهيئة الأسبوعية ونصف الشهرية والشهرية بشغف كبير، وعلى صعيد الكتابة والإبداع فقد ترك لنا إبداعا شعريا جميلا يحتاج إلى القراءة مرة أخرى والدراسة والبحث، ومنها دواوينه: حدائق الجمر، والنفخ في الرماد، والمجد للشهداء، كما كتب عن أهم الأدباء، من زاوية جديدة مؤرخا وناقدا، مثل كتابه عن العقاد، بعنوان: الموسيقى والغناء في حياة العقاد وفكره، وكتابه عن الشيخ علي يوسف، صاحب ومؤسس جريدة المؤيد، بعنوان: مقالات قصر الدوبارة، وأخيرا كتاباه: قليلا من الأدب، والتحديق في الظلال، وهما يحتويان على مقالاته التي تناقش قضايا أدبية ونقدية ولغوية، وتناول أيضا الشأن الثقافي والفكري العام في مصر.
رحم الله الشاعر النبيل سعد عبدالرحمن، وجعل علمه وأعماله الصالحة في ميزان حسناته، جزاء ما قدم من عمل مخلص لبلدنا العزيزة مصر التي هي أحوج ما تكون إلى أمثاله من النبلاء.
******
الناقد الدكتور محمد حامد
التقيته فى منتصفف السبعينيات لأول مرة بصحبة احد الشعر اء الجنوبيين فى استوديو برنامج مع الادباء الشبان الذى كانت تقدمه الاعلامية المرموقة هدى العجيمى ، فوجدته دمث الخلق . لطيفا الى ابعد الحدود.
ثم انقطعت بنا السبل حتى صرنا نلتقى فى مؤتمرات وندوات الأدباء
. وكان محبوبا من موظفيه ومجايليه . رحمه الله.
***
الشاعر عبده الزراع، عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر
فقدت مصر والحياة الثقافية الشاعر الكبير الصديق سعد عبد الرحمن، الذي اختطفه الموت بغتتة ليرحل خفيفا وهو في عز ألقه وحضورة الإنساني والثقافي ، وتفاعله المثمر مع بوستات الأصدقاء على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وقد كان يقوم بدور حيوى من خلال صفحته الشخصية إذ كان يقدم فائدة لغوية بشكل منتظم، ليفيدنا بما غمض علينا في اللغة من تراكيب شائعة ولكنها خاطئة، فهو مثقف موسوعي خاصة في التراث العربي، الذي كان يغوص فيه عميقا، ويستخرج منه اللؤلؤ المخبوء ويقدمه لنا بسهولة ويسر.. وعبد الرحمن أحد قيادات وزارة الثقافة البارزين فقد تدرج فى المناصب القيادية بهيئة قصور الثقافه منذ أن كان مديرا لقصر ثقافة أسيوط، أمينا عاما لاقليم وسط الصعيد، ثم مديرا عاما للثقافة العامة ، ثم رئيسا للادارة المركزية للشؤون الثقافية ، ومشرفا على الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ، ثم رئيسا للهيئة.. وقد عملت تحت رئاسته وقت أن كنت مديرا عاما لفرع ثقافة الجيزة وقت ثورة ٢٥ يناير ، واقتربت من الرجل فكان نعم القيادى والمثقف الوطنى والعضوى، لم أشعر يوما أنه رئيسي في العمل بل كان صديقا رائعا ونبيلا بكل ما تحمل الكلمة من دلالة.. رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
***
الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية
كان رحمه الله مثقفا عظيما وشاعرا متميزا ومديرا ناجحا في إدارة قصور الثقافة. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، فقد كان متخلقا دمثا معطاء.
******
الكاتب الصحفي مجدي بكري
رحل الشاعر والكاتب سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، الذي يمثل قيمة وقامة ثقافية كبيرة رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان
كان أخر ما قدمه الراحل، كتاب بعنوان: “الموسيقى والغناء فى حياة العقاد وفكره” عن المجلس الأعلى للثقافة ويري فيه أن المفكر العلامة عباس محمود العقاد قد دلف من بوابة الأدب إلى كثير من مجالات المعرفة والثقافة، فلم يقتصر اهتمامه على الأدب واللغة والفلسفة والتاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع والتصوف وتراجم العباقرة والنابغين فقط، بل تجاوزها إلى المشاركة فى الحياة السياسية وتحرير الصحف.
********
الشاعر عماد سالم
رحمة الله عليه كان من أهم الشعراء الذين لعبوا دورا كبيرا فى الحركة الثقافية المصرية فقد عاصرته وتحدثت إليه فوجدته نعم المسؤول الذى يعمل بحب وإخلاص.. رحمة الله عليه كان شاعرا صادقا وأخا حنونا ومديرا ناجحا .. لقد ترك فراغا كبير لا يملؤه إلا رجال كثر يحملون قلبا محبا للثقافة. وللمثقفين.
******
الإعلامي أيمن حلمي
ودعت مصر الشاعر سعد عبد الرحمن – رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق ، رحل الفارس النبيل كان رمزا وقيمة وقامة عظيمة في ساحة الثقافة المصرية وكانت عضويته باللجنة العليا للتفرغ بالمجلس الأعلى للثقافة فوجدناه شاعرا بدرجة إنسان ، كان محبوبا من الجميع رغم اعماله المتعددة في وزارة الثقافة المصرية وكان شاعرا من فرسان الكلمة المميزين بشرف الكلمة ورقة الاحساس وعنوانا جميلا في عالم الفكر و الوجدان والابداع العربي
رحم الله الشاعر سعد عبدالرحمن كان رجلا وفارسا قلما يجود الزمان بمثله اللهم اجعلة في الفردوس الأعلى روح وريحان وجنة نعيم.
******
الأديب نشأت المصري
الناس شرائح وطبقات روحية ..وكان حبيبنا سعد.. سعدا لمن سعد بمعرفته. فروح الشاعر كما ينبغى ان تكون صبغت روحه الحانية النقية فكان نسمة على من تعاملوا معه. عاش إنسانا شاعرا فبكته القلوب الطيبةوقد ارقها الفقد.. اول لقاء معه كان فى جلسة مفتوحة فى براح عام. كان أكثر الجمع تواضعا ورفعة اخلاق. ذكرني بصديقى الراحل صلاح عبد الصبور..رحمهما الله.. فى وداعته وسلوكياته الوظيفية المتحضرة المحترمة. من الان يأيها الشاعر الانسان نتوق إليك.والعزاء هو ان نلقاك فى دار الخلد وجنات النعيم ان شاء الله.
*******
الكاتب والقاص سمير حكيم
باقات ورد لشاعر حدائق الجمر
الرجل الذي شغل منصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لسنوات ، كان قبل هذا التوقيت وبعده كاتبًا وشاعرًا تجسدت فيه سمات هي ما ينبغي أن يتحلى بها شاعر ، ولعل السمة الأبرز للشاعر د. سعد عبد الرحمن تركزت فيما اختصت به تلك الشخصية من صفاء النفس ، مع طيبة وجدت لها دلائل في ملامح وجهه ، وابتسامته الطفلية ، وافت الفقيد المنية في ٢٥ فبراير من العام ٢٠٢٣ م عن عمر ناهز ال ٦٩ عامًا .
كتب الشاعر الكبير عدة دواوين ، أهمها عناوين ” النفخ في الرماد” ” حدائق الجمر ” و” المجد للشهداء ” ، كما عرج اهتمامه إلى موضوعات عن القياس والتقويم في علم النفس ، وهو لون آخر من الكتابة كان الأقرب إلى نفسه .
ما يلفت الانتباه حضوره شبه المنتظم على صفحته الشخصية ب ” فيسبوك ” وظهر عشقه البيّن للغة العربية وامتلاكه ناصيتها بذلك الحرص على تقديم لمتابعيه على الصفحة وجبات في اللغة ، سريعة طيبة المذاق ، بخصوص معلومة ، أو مفردة ، أو كلمة خفيت على ، أو التبست معانيها في ذهن القارئ العادي ، والمثقف على السواء ، موضحًا دلالاتها الأخرى المحتملة ، كما عرض على نفس المائدة تصويب الأخطاء شائعة الاستخدام ، مصوبًا إياها من جهة النحو والصرف ، وصحيح كتابتها ونطقها ، ما أدهشنا غياب عن الكثيرين هذه المعلومات واحتياج الكتابة لها ، كما امتدحه البعض لأجل هذه الجرعات بشروح مبسّطة ، وعلى حضورها بقوة في ذهنه المتوفز ، الشغوف باللغة وأحوالها ، كأنما تحددت رغبته في كشف تلك الجوانب الخفية لما سار عليه بحكم العادة قوم الشعراء والأدباء دون فحص أو تمحيص ، ولم يكن أبدًا يومًا متكلفًا ،أو متعاليًا في طريقة توصيل المعرفة لمن أرادها .
جدير به ، بعد رحيله عن عالمنا الفاني أن نقول فيه ، بعدما صار غير قادر أن يسمعنا بعد الآن ، ولن يكون بوسعنا الاستماع إليه فيما بعد ؛ إنه كان شاعرًا بحق ، تحققت فيه سمة الشعر برحابة مساحته من الإنسانية ، و بسعيها الحثيث لإبراز قيم الجمال والحب والصدق ، وأظن أن سعدًا أحب الكل ، وصادق الجميع قدر استطاعته ، فبادله محبوه وأصدقاؤه باقت حب لا تذبل ورودها .
رحل د. سعد عبد الرحمن جميلاً ونقيًا ، تغمّده الله بعظيم رحمته ، مع الصالحين في ملكوته الأبدي.
*******
الكاتب القاص والناقد بهاء الدين حسن
ميراث سعد عبدالرحمن
يبـدو أن الشاعر سعد عبدالرحمن، الرئيس الأسبـق للهيئـة العامة لقصـور الثقافـة المولود فى 3 يناير 1954 بقرية نجع سبع بمركز أسيوط، والذى تخـرج فى كلية التربيــة عـام 1979 ، اختــار أن يعمــل بمــا جــاء فى قصيـدة ” يامنة ” للشاعر عبدالرحمن الأبنودى …
” إذا جاك الموت يا وليدي
موت على طول..
اللى اتخطفوا فضلوا أحباب
صاحيين فى القلب
كإن ماحدش غاب ” !
ليرى مقدار محبته فى قلوب الناس، وحتى لو كان هذا هدفه ، وله فى الموت خيار عندما باغت الجميع برحيلـه المفاجئ، هل سيرى سعد عبدالرحمن كمّ المشيعين له وحجـم الوجـع الذى تركــه فى القلــوب، وسيــل التعــازى على مـواقــع التـواصــل الاجتماعى ؟
طبعـا لن يرى سعد عبدالرحمن كل هــذا، ولكن حتمــا سيصلـه على هيئــة حسنات توضع فى ميزانه، فالمحبة رمانة الميزان ومقياس محبة الله لعبده، أليس إذا أحب الله عبدا حبب فيه خلقه ؟
وعلى قـدر الخسـارة الفادحـة بفقـد قامــة ثقافيـة وشعريـة وإنسانيـة، يبقى الدرس والفائدة ، فَرُب ضـارة نافعـة، فالضارة النافعة والدرس المستفــاد من رحيــل سعد عبدالرحمن، أن يسأل كل مسئول وكل شاعـر وكل امـرئ نفسه ” مـاذا سأترك من بعدى ” ؟!
لا أقصـد تــرك الثـروات والعقـارات والأمـلاك والعـزوة والجــاه، ولكن أقصـد تـرك المحبة .
فقـد رحــل سعـد عبـدالرحمن ( من قبــل ) عن عالــم الـوظيفــة، وتـــرك الكــرسى والمناصب، وها هــو يرحــل عن عالمنــا إلى عالم آخــر ، بعد أن حصد العديد من الجوائــز ، منها جائـزة يوسف السباعى فى القصـة القصيـرة عام 1975 وجائـزة عيد الفن والثقافة الأول عام 1979 ، وجائزة أفضـل دراسة نقديــة، وتـرك العديد من الدراسـات البحثيـة والإصــدارات الشعريـــة، منهـا ديــوان ” حدائق الجمــر ” و ” النفـخ فى الرمــاد ” و ” المجــد للشهــداء ” و ” نـزيف الكمــان “، وآخـــــر اصداراته كان كتـاب ” فى مديح الهامش .. أسيوط نموذجا “، الذى صدر عن دار الحضارة العربية، ولكن يظل الميراث الأكبر، الذى تركه الشاعر المهذب والإنسان الودود سعد عبدالرحمن، هو ميراث المحبـة .
********
الأديب د. أحمد الباسوسي
صباح الخير . الشاعر الكبير المحترم الفقيد سعد عبد الرحمن لم يكن مجرد طائر يغرد ويصدح شعرا في سماوات عالم الابداع فحسب. بل كان مؤسسة ثقافية متنقلة. قاعدتها هيئة قصور الثقافة منطلقا منها إلى كافة ربوع وأقاليم ومحافظات القطر المصرى . ساعيا بكل الحماس والجهد والايثار أن يكون لجميع المبدعين في كل أنحاء مصر نصيب متساو في تقديم الابداع وإبراز المواهب واثراء الواقع الثقافي الإبداعي بدرجة أصيلة وأدرك المبدعون مبلغ صدقه والتزامه فالتفوا حوله في مشهد نادر الحدوث بين مسئول حكومي وجماهير المبدعين. ولم غريبا أو مدهشا أن تتشح وسائل التواصل الاجتماعي بالسواد فور انتشار خبر وفاته. لانهم ببساطة فقدوا الحلم الذي يأملون وهو هذا الإنسان النادر الذي تمكن بابهار من الجمع بين شاعرية وصدق الفنان ومسئولية والتزام المسئول ورغبته الصادقة في مساعدة جميع المبدعين وان يكون خلف ظهورهم في الوقت والمكان المناسبين. رحم الله الشاعر الكبير المبدع ورحم المسئول العظيم الناضج غير الفاسد الذي فتح بابه ومد يده للجميع.
الشاعر والناقد أشرف قاسم
صدمة كبرى رحيل الشاعر والباحث الكبير الأستاذ سعد عبدالرحمن الرئيس الأسبق للهيئة العامة لقصور الثقافة.
ربما لم تكن علاقتنا بالقوة التي تسمح لي بالحديث عنه بإسهاب ، ولكن من خلال متابعتي لصفحته الثرية على فيسبوك ومن خلال لقائي به خلال مهرجان الأقصر الرابع للشعر العربي في 2019 بالأقصر أستطيع أن أقول موقنا أننا قد فقدنا شاعراً كبيراً وباحثا من طراز فريد وإنسانا كم أفاض على كل من حوله من إنسانيته ودماثته.
خلال مهرجان الأقصر الرابع للشعر العربي وكنت أحد المشاركين اقتربت منه وكانت بيننا أحاديث كثيرة حول الشعر والتراث، وأبدى إعجابه بنصوصي التي ألقيتها خلال أمسيتي الشعرية، ودار بيننا حديث مطول عقب الأمسية.
وخلال رحلة العودة إلى القاهرة عقب انتهاء المهرجان لم نشعر بطول الرحلة التي استمرت حوالي عشر ساعات تقريبا فقد صاحبنا خلالها بحديثه العذب، ولمحاته النقدية المهمة، وألقى علينا كثيراً من الشعر القديم والحديث.
رحم الله أستاذنا وعوضنا عنه خيراً فخسارتنا فيه كبيرة جداً.
أوبرا مصر ، ملفات وحوارات