الرئيسيةدراسات ومقالات

منال رضوان تكتب قطوف وثمار في الفضائل والخصال

المحبة (٣ – ٣)


وفي نهج الحكمة يخبرنا الإمام علي كرم الله وجهه:
إن للقلوب إقبالًا وإدبارًا، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض.
وعن المحبة في منازل السائرين إلى الحق عزَّ شأنه فإن عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي يقول:
– قال الله تعالى: ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَومٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).
المحبة: تعلُّق القلب بين الهمة والأنس في البذل، والمنع على الإفراد.
والمحبة أول أودية الفناء، والعقبة التي يتحدر منها على منازل المحو، وهي آخر منزل تلتقي فيه مقدمة العامة وساقة الخاصة، وما دونها أعواض لأعواض.
والمحبة هي سمة الطائفة وعنوان الطريقة ومعقد النسبة، وهي على ثلاث درجات؛
الدرجة الأولى: محبة تقطع الوسواس، وتلذ الخدمة، وتسلي عن المصائب؛ وهي محبة تنبت من مطالعة المنة، وتثبت باتباع السُّنة، وتنمو على الإجابة بالفاقة.
الدرجة الثانية: محبة تبعث على إيثار الحق على غيره، وتلهج اللسان بذكره، وتقلق القلب بشهوده؛ وهي محبة تظهر من مطالعة الصفات، والنظر في الآيات، والارتياض بالمقامات.
الدرجة الثالثة: محبة خاطفة تقطع العبارة، وتدفع الإشارة، ولا تنتهي بالنعوت؛ وهذه المحبة هي قطب هذا اللسان، وما دونها محابٌّ تنادي عليها الألسن، وادعتها الخليقة، وأوجبتها العقول.
حكاية:
جاء رجل من السلف الصالح إلى بيت صديق له ، فخرج إليه فقال : ما جاء بك ؟
قال : عليّ أربعمائة درهم ، فدخل الدار فوزنها ، ثم خرج فأعطاه ، ثم عاد إلى الدار باكيا ، فقالت زوجته : هلا تعللت عليه ، إذا كان إعطاؤه يشق عليك؟
فقال : إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله، فاحتاجَ أن يقول لي ذلك.
وفي الحكم العطائية تجد ابن عطاء الله السكندري يقول:
– ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضًا، أو يطلب منه غرضًا؛ فإن المحب من يبذل لك، ليس المحب من تبذل له.

منال رضوانقطوف وثمار في الفضائل والخصال

 أوبرا مصر  – دراسات ومقالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى